وكالة فرنسية: السعودية تبحث عن طريق الخروج من مستنقع اليمن

باريس (ديبريفر)
2020-03-25 | منذ 2 سنة

موالون لجماعة الحوثيين ـ أرشيف

قالت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأربعاء، إن السعودية تبدو، بعد مرور خمس سنوات على بدء عمليات تحالفها العسكري في اليمن، عالقة في مستنقع مكلف دون أن تلوح أي استراتيجية خروج في الأفق، بينما تواجه المملكة عدة أزمات داخلية.
وأضافت (أ ف ب) في تقرير لها بعنوان "السعودية تبحث عن طريق الخروج من مستنقع اليمن بعد خمس سنوات من الحرب"، أن "الرياض توقعت انتصاراً سريعاً عندما قررت التدخل في اليمن على رأس التحالف في 2015 لقتال الحوثيين المدعومين من إيران، في إطار سياسة خارجية حازمة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
ورأى التقرير أن الحرب كشفت عن حدود قدرات السعودية العسكرية، إذ عجزت الرياض حتى الآن عن اقتلاع الحوثيين من مراكز قوتهم في شمال البلاد، وسعت دون جدوى إلى وقف الاقتتال الداخلي المميت بين حلفائها في الجنوب.
وتابعت الوكالة الفرنسية تقريرها بالقول "تبدو المملكة وحيدة إلى حد كبير الآن بعدما قامت حليفتها الإقليمية الرئيسية الإمارات في 2019 بخفض تواجدها العسكري في اليمن، في خطوة قال مراقبون إنها تهدف إلى الحد من خسائرها".
وأكد التقرير أنه "ليس أمام السعودية طريق سهلة للخروج من هناك".
ونقل التقرير عن مسؤول غربي مطلع على سياسة الرياض في اليمن قوله، "على غرار الإمارات، يرغب السعوديون في أن يقولوا هذه الحرب انتهت بالنسبة لنا"، مضيفاً "لكن الوضع على الأرض صعب للغاية".
وأشار التقرير إلى المعارك التي اندلعت من جديد مؤخراً بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من الرياض في محافظة الجوف الاستراتيجية وفي محافظة مأرب شمالا، بعد أشهر من التوقف.
وذكر أن الأطراف المتنازعة أبدت في السابق اهتمامها بخفض التصعيد، مع إعلان مسؤول سعودي في نوفمبر الماضي أن المملكة تقيم "قناة اتصال" مع الحوثيين من أجل إنهاء الحرب.
ولفت التقرير إلى أن الحوثيين عرضوا أيضاً وقف كافة الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة ضد السعودية.
كما رأت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الجهود لم تسفر عن شيء بينما يرى مراقبون إن الحوثيين ربما قاموا باستغلال فترة الهدوء من أجل تعزيز قدراتهم العسكرية.
وبشأن اتفاق الرياض، قال التقرير إن "اتفاق تقاسم السلطة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والانفصاليين الجنوبيين الذي تم توقيعه في الرياض في نوفمبر الماضي، تم تعليقه أيضاً"، وكان من المقرر حسب الاتفاق عودة الحكومة اليمنية إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد أن طردها الانفصاليون منها.
ووفقاً للتقرير، أعرب مسؤولون سعوديون كبار أيضاً عن احباطهم من الاقتتال الداخلي الذي يعرقل حملتهم المشتركة ضد الحوثيين الذين يسيطرون على مساحات واسعة في اليمن.
وقال المسؤول الغربي "تم عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، والتوترات تتصاعد مرة أخرى في الجنوب بالتزامن مع تصاعد القتال في الشمال".
وبحسب المسؤول، فإنه يبدو أن السعودية "تواجه السلام مثل الحرب عبر المبالغة في تقدير قدراتهم والتقليل من قدرة الجانب الآخر على الانخراط في هجوم مضاد".
ورغم كل ذلك، نسب التقرير إلى محليين تأكيدهم أن المملكة لا تزال تملك مفاتيح حل الصراع الشائك في اليمن.
وقالت ايلانا ديلوجر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "السعوديون في أفضل وضع للقيام بذلك لأنهم يملكون علاقات مع كل اللاعبين الأساسيين في اليمن"، ولكنها حذّرت من أن "قدرة السعودية على المناورة لإنهاء الحرب بشروط يمكنها القبول بها، قد تتقلص".
وقال التقرير إن المسؤولين السعوديين يحاولون خفض الانتقادات الدولية للضحايا المدنيين من الغارات الجوية في اليمن، بتركيز الحديث على مشاريع التنمية التي يتم تنفيذها إلى جانب العمليات العسكرية.
وذكر التقرير أن المملكة ضخت مليارات الدولارات لتعزيز البنك المركزي اليمني ودعم العملة اليمنية، على الرغم من مواجهتها انخفاضا في أسعار النفط - ركيزة الاقتصاد السعودي بالإضافة إلى وقوفها على أعتاب مرحلة اقتصادية صعبة تتأثر بفيروس كورونا المستجد.
وخلص التقرير إلى أنه "حتى الآن، لا تلوح أي بوادر في الأفق لإنهاء الحرب في اليمن، التي أكد مسؤولون سعوديون أنها رئيسية لمواجهة ما وصفوه بخطر التوسع الإيراني".
وأشار إلى ما كتبه الأستاذ المساعد في جامعة أوتاوا الكندية توماس جونو في تحليل قائلاً "تعتقد الرياض – وهي محقة في ذلك – أن انسحابها المفاجئ سيضعف التحالف أو يؤدي إلى تفككه، ما يخدم الحوثيين وداعمهم الخارجي، إيران."
وأضاف "في الوقت نفسه، تريد الرياض خفض تكاليف تدخلها في اليمن، فقد أدركت أنه ليس بمقدورها تحمل التكاليف المالية والعسكرية على المدى الطويل".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet