يرى محللون أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية في اليمن في حاجة ملحة للخروج من تلك الحرب، بينما تفاوض جماعة الحوثيين (أنصار الله) من موقع قوة.
ويقول الخبراء، إن الضغوط على السعودية لتقليل الخسائر المدنية في الغارات الجوية، وقيام حليفتها الإمارات بخفض وجودها العسكري في اليمن العام الماضي، بالإضافة إلى الاقتتال الداخلي في صفوف الحكومة اليمنية، أدى إلى إضعاف التحالف وتعزيز موقف الحوثيين، بحسب تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إيلانا ديلوجر، إن السعودية قد ترغب بالخروج من حرب اليمن وهي مستعدة لدفع الكثير من أجل إعادة الإعمار، ولكن من غير المحتمل أن تقوم بتوقيع اتفاقية تنص على استسلامها الكامل.
ورأت ديلوجر أن أولويات السعودية تتغير وأن الحرب مكلفة ولا يمكن كسبها عسكرياً.
واعتبرت أن "تهديد فيروس كورونا المستجد منح طريقة لحفظ ماء الوجه بإعلان وقف إطلاق النار دون أن يبدو ذلك كاستسلام أمام الحوثيين".
فيما قال المحلل لدى مجموعة الأزمات الدولية بيتر سالزبري، "لا يوجد اتفاق لوقف إطلاق النار، وافق اللاعبون الأساسيون عليه حتى الآن"، في إشارة إلى رفض الحوثيين للهدنة.
وبالرغم من إعلان السعودية عن وقف إطلاق نار باليمن في 9 أبريل لمدة أسبوعين، فإن القتال مستمر في مناطق عدة وغارات التحالف تتواصل.
ويبدو أن الحوثيين يفاوضون من موقع قوة بعد تحقيقهم مكاسب عسكرية باتجاه محافظة مأرب، آخر معاقل القوات الحكومية في شمال اليمن، وقد طرحوا قبل إعلان التحالف الهدنة وثيقة "الحل الشامل لإنهاء الحرب" طالبوا فيها بإنهاء الحظر الجوي والبري والبحري .
وأضاف سالزبري أن الحوثيين يعتبرون وقف إطلاق النار أكثر من مجرد وقف للأنشطة العسكرية، ويطالبون أيضا بأن يدفع التحالف رواتب الموظفين الحكوميين في أي اتفاق مستقبلي على مدى عشر سنوات مقبلة وتعويضات من أجل إعادة البناء.