حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن مارتن غريفيث من تداعيات فيروس كورونا والتباطؤ الاقتصادي العالمي اللذان قد يتسببان في المزيد من المحن لبلد عانى بالفعل ما قد يفوق أي دولة أخرى".
وأعلن المبعوث الأممي تقديم خارطة طريق "قابلة للتنفيد" ومتروك تنفيذها لمن يمتلكون السلاح والقدرة على اتخاذ القرار لتحقيق أهداف تلك الخارطة.
جاء ذلك في إفادة قدمها غريفيث، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت الخميس عبر دائرة تليفزيونية مغلقة، بشأن الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن.
وأكد غريفيث رغبة اليمنيين في سلام دائم في جميع أنحاء البلاد، واستجابة لذلك، قال إنه أرسل مسودات اتفاقيات لطرفي النزاع بشأن وقف لإطلاق النار يشمل عموم اليمن، وتدابير إنسانية واقتصادية، واستئناف للعملية السياسية مؤكدا إحراز تقدم كبير في تلك المفاوضات.
وأشار المبعوث الأممي إلى الحاجة الملحة لعدد من التدابير الانسانية لمواجهة فيروس كورونا الذي ينتشر بوتيرة غير معروفة نظرًا لانخفاض معدلات الفحص. تشمل تلك التدابير إنشاء مركز للعمليات المشتركة بين الأطراف لمكافحة الفيروس. وستمكن هذه الإجراءات الإمدادات والطواقم الطبية من الوصول إلى الفئات السكانية الهشة، وهي أولوية عاجلة للغاية.
وتوقع غريفيث أن تمضي الأطراف على الفور في خطة تنفيذ عمليات اطلاق سراح الأسرى واسعة النطاق التي ناقشتها الأطراف بالفعل والتزمت بها في شباط/فبراير في عمان. معربا عن شعوره بالإحباط الشديد لأن العديد من العائلات اليمنية اضطرت إلى الانتظار دون داعٍ لأشهر إضافية حتى يتم لم شملها بأحبائها. مضيفا .. "أنه لا ينبغي أن تصبح تفاصيل التنفيذ سببًا آخر لإطالة أمد المفاوضات".
وأكد المبعوث الأممي تعامل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" مع مقترحات الأمم المتحدة بشكل بناء جدًا، وهو أمر مشجع للغاية، لافتا إلى إن هذه مؤشرات مهمة على استعداد الأطراف للوصول للحلول الوسط اللازمة لإنهاء الحرب في اليمن كما هو الحال في أي عملية تفاوضية.
وذكَّر غريفيث بالمخاطر الاستثنائية التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن خلال القيام بعملهم، عالميًا، وفي اليمن. دون عملهم الصحفي، معربا عن قلقه بشأن الأحكام التي تضمنت الإعدام والتي أصدرتها محكمة في صنعاء الشهر الماضي ضد عشرة صحفيين، متمنيا أن يتم إطلاق سراحهم جميعًا.
وأقر مبعوث الأمم المتحدة بإن الوضع العسكري في اليمن لا يزال مقلقًا للغاية، بالرغم من المفاوضات الجارية حول تفاصيل وقف لإطلاق النار يشمل عموم اليمن. لافتا إلى أنه حذر في الإحاطتين الأخيرتين، بشأن المعارك التي تدور رحاها في مأرب، والبيضاء، والضالع.
وأضاف: "في الحديدة، تستمر انتهاكات وقف إطلاق النار في كثير من الأحيان، ويساورني القلق بشكل خاص جراء القصف المنتظم للمناطق السكنية في المدينة والأجزاء الجنوبية.
وبشأن الوضع في الجنوب قال: " يواجه سكان عدن بشكل خاص تفشي داء كوفيد-19 وأمراض أخرى يعتقد أنها تشمل الملاريا والكوليرا وحمى الضنك. تتزايد الوفيات يوميًا، لكن لا أحد يعرف بالضبط ما السبب وذلك لأن النظام الصحي غير مؤهل للتشخيص والعلاج.
ومضى قائلا: "لقد أضرت سيول نيسان/أبريل الغزيرة بشكل استثنائي بالبنية التحتية والمنازل، الأمر الذي كشف ضعف البنية التحتية وفاقم مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي كانت سيئة ومتكررة يوميًا بالفعل. إن الخدمات العامة التي استمرت في التدهور منذ فترة طويلة هي الآن على حافة الانهيار. إن عدن هي مثال على الأهوال التي يواجهها اليمن".
واستدرك : "على هذه الخلفية غير المستقرة والهشة، يصبح إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في 25 نيسان/أبريل مثيرًا للقلق بشكل خاص. وأنا منزعج من محاولات المجلس للسيطرة على المؤسسات المحلية في عدن. إضافة إلى هذا المزيج المروع، تتصاعد التوترات العسكرية الآن في الجنوب وخاصة في أبين وسقطرى أيضًا. أدعو إلى ضبط النفس على الفور".
ودعا المبعوث الأممي الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لتكثيف الجهود من أجل استئناف تنفيذ "اتفاق الرياض" بشكل عاجل، الذي تقوم فيه المملكة العربية السعودية بدور الوساطة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وأضاف: "سيساعد تنفيذ الاتفاق على تحسين تقديم الخدمات في عدن وغيرها من المناطق. كما سيضمن تنفيذ الاتفاق ضم المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد تفاوض الحكومة اليمنية عند استئناف العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة والتي نأمل أن تأتي قريبًا. هذا مهم لجعل هذه العملية السياسية أكثر شمولية".