كشف موقع "الجزيرة نت" القطري، اليوم الخميس، عن أرقام صادمة لضحايا فيروس كورونا في اليمن، الذي حصد الآلاف في وقت قصير، قائلاً إن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين (أنصار الله) لا يفصحان عن الأرقام الفعلية للإصابات بالفيروس.
وأكد الموقع في تقرير بعنوان "الجزيرة نت تكشف بالأرقام حقيقة كورونا في اليمن.. ضحايا بالآلاف واستسلام في وجه المرض"، وفاة نحو ألف شخص في العاصمة المؤقتة عدن جراء الإصابة بموجة من الفيروسات والأمراض مؤخرا، ومن بينها كورونا.
وأشار إلى وفاة نحو 200 في صنعاء، معتبرا أن معركة تعز مع كورونا باتت مفتوحة على مصراعيها، وسط مخاوف من أن ينتصر الوباء على مدينة صمدت في وجه الحرب والخذلان.
وقال التقرير إن تلك الأرقام تأتي في حين "يقف القطاع الطبي عاجزاً عن مواجهة الوباء، وسط معاركه في مداواة آثار الحرب والكوليرا وسوء التغذية وموجة الفيروسات التي تضرب جنوب البلاد".
وأضاف التقرير أن عدد الإصابات التي تم التأكد منها في صنعاء بلغت حتى الآن أكثر من 500 حالة، في حين بلغ عدد الوفيات أكثر مئتين، رغم أن سلطات الحوثيين لا تعترف سوى بتسجيل أربع حالات فقط، وذلك بحسب ماكشفه أطباء ومصادر خاصة .
ووفقاً لأطباء يعملون في مستشفى الكويت بصنعاء فإن المستشفى المخصص للمصابين بالفيروس يعالج حاليا أكثر من 400 حالة مصابة بالفيروس، ويتم دفن الوفيات بإشراف أحد الأطباء بعد غسلهم بمادة كورلكس للتعقيم.
وحسب الأطباء، فإن مستشفى زايد في صنعاء يمثل ثاني المستشفيات التي يتم فيها حجر الحالات المشتبه في إصابتها بكورونا، حيث توجد فيه عشرات الحالات من دون رعاية صحية.
واتهم أهالي المتوفين جماعة الحوثيين بتهديدهم بالسجن في حال تحدثوا عن وفاة أقاربهم بالفيروس وبالتخلي عن رعاية مرضاهم أثناء إصابتهم .
كما كشف التقرير عن وفاة أربعة من الفريق الصحي المكلف بمتابعة الحالات المشتبه إصابتها بالفيروس في الأيام الأخيرة، بعد أن عُزلوا في غرف خاصة، بحسب شهادات الأطباء.
وتابع التقرير "لا تختلف حال عدن عن صنعاء كثيرا؛ إذ تعصف بها -إضافة إلى كورونا- موجة من الأوبئة الفيروسية والحميات القاتلة التي تفشت عقب الأمطار الجارفة التي شهدتها المدينة في 21 أبريل الماضي، مخلفة آلافا من المصابين، قضى منهم منذ مطلع مايو الجاري أكثر من 950 شخصا، وسط واقع صحي صعب تعيشه المدينة، التي باتت تعاني مما يشبه فراغ السلطة، بعد أن أحكم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا سيطرته عليها".
وأشار التقرير إلى أن مراسلي الجزيرة نت حصلوا على كشف يوثق إجمالي الوفيات في عدن، التي منحتها مصلحة الأحوال المدنية حتى 17 من الشهر الجاري، إذ بلغ عددها أكثر من ألف حالة وفاة، تشمل كورونا والأوبئة الأخرى.
ونقل التقرير عن ناشطين وأقارب للمرضى في عدن وصفهم للوضع هناك بأنه "مخيف جداً".
وتطرق التقرير إلى العجز الذي يعاني منه القطاع الصحي في محافظة تعز التي تضم نحو خُمس عدد سكان اليمن، ونقل تحذيرات مدير مكتب الصحة والسكان من أن تعز "معرضة للموت" بمختلف الأمراض، بسبب "عدم توفر معظم الأجهزة الصحية اللازمة للعمل والفحص".
ونوه إلى أن الفترة القادمة قد تكون مليئة بالمفاجآت الصادمة؛ "نتوقع أن تكون هناك نتائج مقلقة ومخيفة".
وأكد مسئول الإعلام بمكتب الصحة بتعز تيسير السامعي صعوبة تقدير حجم الكارثة المحدقة بالمحافظة في ما يتعلق بجائحة كورونا لعدم توفير محاليل الفحص.
فيما اعتبر مصدر مسؤول في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، طلب عدم كشف هويته- إن قضية التحفظ عن أرقام الإصابات الحقيقية هي أكثر ما يثير القلق، وقال إن هذا السلوك ليس من صالح اليمنيين ولا أطراف النزاع، حيث قد يعطي المواطنين طمأنينة خادعة، في وقت يجب الإفصاح عن الوضع الحقيقي للكارثة، سواء في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة أو الحوثيين.
وخلص التقرير إلى أن السائد في اليمن أن الزيادات في أعداد الوفيات، سواء في صنعاء أو عدن أو تعز، لا تُنسب للفيروس الجديد الذي انتشر سريعا على مستوى العالم، لكنها تنسب إلى أمراض أخرى كالكوليرا وحمى الضنك والمكرفس، وضيق التنفس (الربو).