قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين، اليوم الأحد، إن إدارة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لن تلجأ لاستخدام سلطتها الاتحادية لتحريك الحرس الوطني في الوقت الحالي.
وتتواصل الاحتجاجات الغاضبة على مقتل رجل أسود في مينيابوليس كانت الشرطة متحفظة عليه الأسبوع الفائت في عدة مدن أمريكية.
وأكد أبراين في مؤتمر صحفي داخل البيت الأبيض، أن إدارة الرئيس ترامب لن تضفي الطابع الاتحادي على الحرس الوطني في الوقت الحالي، مضيفاً " لكن إذا استلزم الأمر، فإن لدينا قوات عسكرية إضافية يمكن إرسالها إذا خرجت الأوضاع عن السيطرة".
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي "سنقدم كل ما يحتاجه حكام الولايات ورؤساء البلديات للمحافظة على السيطرة على مدنهم".
ووفقاً لوكالة "رويترز"، قال الحرس الوطني الأمريكي في بيان له اليوم الأحد، إنه جرى استنفار 5 آلاف من جنوده وأفراد قواته الجوية في 15 ولاية وفي العاصمة واشنطن، لكن البيان أشار إلى أن "هيئات إنفاذ القانون على مستوى الولايات والمستوى المحلي لا تزال مسؤولة عن فرض الأمن".
وذكر البيان إن ألفين آخرين من أفراد قوات الحرس الوطني مستعدون للاستنفار عند الحاجة.
وكانت الاضطرابات قد اشتعلت وفرضت السلطات حظر التجول في عدد من المدن الأمريكية الكبرى، يوم أمس السبت، عندما نزل المحتجون إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم لوفاة رجل أسود ظهر في مقطع فيديو وهو يجد صعوبة في التنفس بينما يجثو رجل شرطة أبيض على رقبته.
وردد المحتجون هتاف "لا أستطيع التنفس"، في إشارة إلى الكلمات التي قالها جورج فلويد وهو يحتضر.
وبدأت الاحتجاجات سلمية في كل من لوس أنجلوس وميامي وشيكاغو، قبل أن ينفلت عقالها عقب إيقاف المتظاهرين حركة المرور واشعالهم الحرائق.
واشتبك المتظاهرون مع قوات مكافحة الشغب التي أطلق بعض أفرادها قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاصات البلاستيكية في محاولة لاستعادة النظام، وفقاً لمراسل "رويترز".
وأثار مشهد تدفق المحتجين على الشوارع إحساسا بأزمة في الولايات المتحدة بعد أسابيع من إجراءات العزل العام بسبب وباء فيروس كورونا التي أطاحت بالملايين من أعمالهم وأثرت بدرجة كبيرة على الأقليات.
وتجمع مئات المتظاهرين في العاصمة واشنطن بالقرب من مبنى وزارة العدل وهم يهتفون "أرواح السود لها قيمتها"، وقد توجه كثيرين منهم إلى البيت الأبيض حيث اشتبكوا مع الشرطة التي كان أفرادها يحملون الدروع وبعضهم يمتطي الخيول.
وقال الرئيس دونالد ترامب صباح السبت إنه لو كان المتظاهرون الذين تجمعوا في ميدان لافاييت المواجه للبيت الأبيض في الليلة السابقة خرقوا السياج "لوجدوا في استقبالهم الكلاب شديدة الشراسة وأشد الأسلحة التي رأيتها فتكا على الإطلاق".
وقالت "رويترز" إنه تم استنفار الحرس الوطني في ولاية مينيسوتا بكامله للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية بعد أربع ليال من أعمال الحرق والنهب والتخريب في أجزاء من مينيابوليس، أكبر مدن الولاية، وكذلك في مدينة سان بول المتاخمة، وهي عاصمة مينيسوتا.