خاص لـ "ديبريفر" .. الاستخبارات السعودية كانت على اطلاع بشراء الحوثيين أنظمة توجيه الطيران المسير

تقرير (ديبريفر)
2020-06-15 | منذ 3 سنة

طائرة مسيرة من نوع قاصف2k قال الحوثيون انهم استخدموها في الهجوم على "ارامكو"

Click here to read the story in English

تتكشف يوماً بعد آخر حقائق الحرب في اليمن، ووقوف أجهزة استخباراتية وراء كل الأحداث التي تبدو مذهلة وغير متوقعة إطلاقاً، ومنها الهجمات التي تشنها جماعة أنصار الله (الحوثيين) على منشآت اقتصادية عملاقة داخل العمق السعودي بواسطة طائرات مسيرة لا تخطئ أهدافها أبداً.

ومن أخبار المفاوضات السرية بين السعودية التي تقود تحالفاً عربياً داعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وبين جماعة الحوثيين، سواء عبر وسطاء إقليميين كسلطنة عمان، أو بشكل مباشر، إلى الكشف عن معرفة المملكة بتفاصيل طائرات الحوثيين المسيرة منذ وقت مبكر جداً.

وعلمت وكالة "ديبريفر" للأنباء، من مصدر خاص، الأثنين، أن جهاز الاستخبارات السعودي كان على اطلاع بعملية شراء الحوثيين لأنظمة توجيه طائرات مسيرة استخدمت لاحقاً في عمليات هجومية داخل المملكة، وضد منشآت حيوية واقتصادية ضخمة.

المصدر الذي تحفظ على نشر اسمه، قال إن " وسيطاً دولياً أبلغ جهاز الاستخبارات السعودي بتفاصيل الصفقة التي شملت قطعاً للغيار (أنظمة توجيه، ومحركات بعيدة المدى)، لكن مسؤولي الجهاز غضوا الطرف عن تلك المعلومات دون سبب، وبصورة مثيرة للاستغراب.

ولفت المصدر، إلى أن الوسيط الذي يعمل سمسارا لإحدى شركات السلاح في أوروبا، حذر السعوديين أيضا من مغبة شراء الحوثيين لـ( 200) طائرة مسيرة قادرة على حمل رؤوس متفجرة مطلع العام 2016.

وتابع " أبلغ الوسيط - الذي سبق وأن قاد عمليات شراء أسلحة لصالح وزارة الدفاع السعودية ونقلت للقوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لاحقا - بمسار الصفقة وموعدها، لكنه لم يتلقى أي رد أو تجاوب من جهاز الاستخبارات السعودي.

ارامكو تحترق عقب هجمات مسيرة

وفي ديسمبر من العام 2019، اعلنت وزارة الداخلية السعودية استهداف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خُرَيص شرقي البلاد بطائرات مسيرة، كشف الحوثيون في بيان حينها مسؤوليتهم عما وصفوها بـ"أكبر عملية في العمق السعودي للطيران المسير".

لاحقا، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية، العقيد الركن تركي المالكي، في مؤتمر صحفي، إن الهجوم لم ينطلق من اليمن، بحسب ما أعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) مسؤوليتها عنه، على الرغم من الجهود "العظيمة" التي بذلتها إيران لجعل الهجوم يظهر وكأنه انطلق من اليمن، مضيفاً: "هذا الهجوم انطلق من الشمال وبلا شك كان مدعوماً من إيران".

ناطق التحالف العقيد تركي المالكي يستعرض بقايا الطائرات التي هاجمت "أرامكو"

وعرضت وزارة الدفاع السعودية خلال المؤتمر الصحفي، حطام طائرات مسيّرة وصواريخ قالت إنها استُخدمت في هجمات على اثنتين من منشآتها النفطية، باعتبارهما أدلة لا يمكن دحضها على "العدوان الإيراني"، بحسب تعبيرها.

ودأبت السعودية على اتهام ايران بتزويد الحوثيين بالطائرات المسيرة، وهو الأمر الذي أيدته الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن تعود الأخيرة للاعتراف بأن تكنولوجيا الطائرات المسيرة باتت في متناول الحوثيين محليا.

المصدر وفي حديثه لـ "ديبريفر" كذب الرواية الأمريكية التي وصفها بـ "المنقوصة" قائلا : إن تكنولوجيا الطيران التي استخدمها الحوثيون في هجماتهم أبانت عن استخدام محركات توجيه صنعت في دولة أوروبية، وأخرى آسيوية، وحتى في الولايات المتحدة، وهو ما أكدته صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها عن تكنولوجيا الطيران المسير لجماعة الحوثيين العام 2019.

الحوثيون اعلنوا مبكرا عن الطائرات المسيرة التي يمتلكونها، لكن السعودية لم تتوقع أن تصل إلى منشآتها الاقتصادية العملاقة

وأضاف المصدر : "يمكننا القول أن الحوثيون يمتلكون اليوم تكنولوجيا الطيران المسير محليا، إلا أن على المسؤولين في جهاز الاستخبارات السعودي الاعتراف بالفشل في كبح جماح تطوير هذه التكنولوجيا".

وذكر المصدر أن جهاز الاستخبارات ذهب لاختلاق رواية أخرى تمثلت في ضبط شحنات من الطائرات المسيرة كانت متجهة للحوثيين قادمة من إيران عبر سلطنة عُمان في الوقت الذي يعلم مسؤولوه مسار القدوم الخاص بالطائرات وقطع غيارها الذي كان مصدره أحد الموانئ البحرية العربية.

وختم بالقول: " النتائج التي أعلنتها الدفاع السعودية حول الهجمات التي طالت أرامكو النفطية، وغيرها، كانت متوقعة .. وأتت في سياق التغطية على فشل الاستخبارات احباط العملية التي كانت على إطلاع مسبق بها ".

ويبقى السؤال الأهم، هل تعمد جهاز الاستخبارات السعودي تجاهل صفقة أجهزة التوجيه لطائرات "الحوثيين" المسيرة؟.. ولكن لماذا تتحمل السعودية خسائر اقتصادية كبيرة جراء الهجمات الحوثية على منشآتها العملاقة؟.. هل تريد السعودية إنهاء الحرب بطريقة "متكافئة" ولو نسبياً، خاصة وأن مفاوضاتها الحثيثة مع الحوثيين أواخر العام الفائت كانت تتجه صوب حل شامل في اليمن " ولا ضير في تقديم تنازلات" لن تكون أكثر تكلفة من تلك التي كلفت خزينة المملكة مئات المليارات من الدولارات، دون نتيجة مرضية ميدانياً ؟.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet