نيويورك (ديبريفر) - جلسات شهرية منتظمة يعقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة الملف اليمني، ويستمع فيها لإحاطات المبعوث الأممي الخاص لدى اليمن مارتن غريفيث بشأن مستجدات الأحداث الجارية في اليمن، لكن لا شيء يتغير بعد كل جلسة، فذات التصريحات والدعوات والمطالبات تتكرر دائماً، كما أن الشعور بعدم الرضا يظل هو الموقف الثابت من أطراف الصراع في اليمن تجاه المبعوث الأممي.
ملفات الأزمة اليمنية تحدث عنها غريفيث أمام مجلس الأمن، يوم الثلاثاء، بايجاز شديد، ولم يحدد طرفاً بعينه مسؤولية ما حدث ويحدث في بلد يعاني من أسوء أزمة إنسانية في العالم، ولم يكشف فيه عن حقائق تهم شعب يعاني الأمرين من حرب تسير بوتيرة متصاعدة وعنيفة لإكمال سنتها السادسة.
وقالت مندوبة جماعة أنصار الله(الحوثيين) في الأمم المتحدة، أم كلثوم باعلوي، مساء الثلاثاء، إن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث "لا يتمثل دور الوسيط فيما يحدث في اليمن ويعمل كمبعوث بريطاني".
وأشارت أم كلثوم إلى أن "المستشار الخاص لحقوق الإنسان عبر عن إدانات متكررة لاحتجاز سفن المشتقات النفطية ولكن التجاوب الأممي منعدم مع المطالب الإنسانية"، بحسب قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين.
ووصفت باعلوي احتجاز سفن المشتقات النفطية من قبل التحالف العربي بقيادة السعودي " جريمة إبادة لا يمكن الصمت أمامها، وأسوء مما يقال عن ممارسات النازية في الحرب العالمية".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن غريفيث، إن المفاوضات الجارية بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين عرضة للخطر، ملمحا إلى إن اليمن قد يدخل مرحلة جديدة من التصعيد سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
جاء ذلك، خلال إفادته "الدورية" عبر دائرة تليفزيونية لجلسة مجلس الأمن الدورية بمقر الأمم المتحدة بنيويورك حول الحالة في اليمن.
ودعا المبعوث الأممي طرفي الصراع للتفاعل مع المقترحات التي قدمها، وتقديم التنازلات ووقف التصعيد فورا.
ولفت غريفيث إلى إن الأمل يحدوه في إعلان السلام في اليمن وبدء المفاوضات المشتركة بين طرفي النزاع.
وشدد المبعوث الأممي في إحاطته على ضرورة إيجاد الية "توافقية" لصرف إيرادات ميناء الحديدة ودفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية طبقا لالتزامات اتفاق ستوكهولم، داعيا الجميع إلى تحييد الاقتصاد عن الصراع الذي يؤثر بشكل مباشر على المواطنين.
وحول ناقلة النفط "صافر" أكد غريفيث موافقة الحوثيين على وصول فريق أممي لإجراء عملية الصيانة للناقلة بما يجنب الشريط الساحلي الغربي في اليمن كارثة بيئية متوقعة حال تسرب قرابة الـ 1.5 مليون برميل النفط الخام. واستدرك: "إلا أننا لا زلنا ننتظر".
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أعلنت في وقت سابق رفضها التعديلات الجديدة التي أدخلها غريفيث على مسودة خطته واعتبرتها "منحازة للحوثيين".
فيما رفض الحوثيون مناقشة خطة المبعوث الأممي والرد عليها.
وقال عضو وفد الحوثيين المفاوض، عبدالملك الحجري، مساء الثلاثاء، "إذا استمر التعاطي السلبي من الأمم المتحدة فإن لدى جماعته خيارات أوسع خارجها".
والثلاثاء، دافع رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الألماني كريستوف هويسجن، عن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن "مارتن غريفيث"، قائلا: "إنه يعمل بلا كلل ليل نهار من أجل جمع الطرفين (جماعة الحوثي والحكومة اليمنية) إلى طاولة المفاوضات".
وقال هويسجن في تصريح صحفي قبيل لحظات من دخوله إلى قاعة مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة دورية بشأن الحالة في جمهورية أفريقيا الوسطى: "إن أعضاء مجلس الأمن قد نفد صبرهم إزاء الوضع الحالي في اليمن الذي لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل".