الحوثيون يخنقون مأرب من كل الجهات والحكومة اليمنية تتحدث عن انتصار قواتها في الجوف

ديبريفر
2020-09-08 | منذ 4 سنة

معركة كسر عظم في مأرب بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة أنصار الله الحوثية (صورة ارشيفية) لأحد مقاتلي القوات الحكومية

Click here to read the story in English

تقرير (ديبريفر) - بات من المؤكد أن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وقواتها التي تقاتل في مدينة مأرب شمالي شرقي البلاد، واقعة في مأزق رهيب، بسبب تقدم جماعة أنصار الله(الحوثيين) اللافت صوب المدينة الغنية بالثروات النفطية وأخر معاقل "الجيش الوطني".

وتحاول الحكومة الظهور متماسكة في بياناتها الأخيرة حول سير المعارك في مأرب، عبر حديثها عن انتصارات كبيرة لقواتها على الحوثيين في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، والتي كانت جماعة الحوثيين قد سيطرت على 95% منها نهاية أبريل الماضي.

وتواجه الحكومة الشرعية تصعيد الحوثيين في مأرب منذ بضعة أشهر، ببيانات "حرب نفسية" في محاولة انقاذ أخيرة لقوات تتهاوى على وقع ضربات حوثية عنيفة، وخذلان واضح من التحالف، الذي يكتفي بالحضور عبر مقاتلاته التي تشن غارات كثيفة على مواقع الحوثيين، وحتى المواقع "الحكومية" و"المدنية"، لكنها لم تكن عائقاً أمام أي تقدم حوثي في أي جبهات سابقة.

اللافت أن التقدم الحوثي في مأرب قابلته القوات السعودية هناك بسحب معداتها العسكرية الثقيلة صوب منطقة العبر بمحافظة حضرموت، وفقاً لمصدر عسكري حكومي طلب من "ديبريفر" التحفظ على اسمه خوفاً من عقاب سعودي.

ويقول مراقبون إن اسقاط الحوثيين لمأرب، سيكون صادماً للحكومة الشرعية وقواتها خاصة وأن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات تخنقها في شبوة والمحافظات الجنوبية والشرقية.

وتعد مأرب معقلاً هاماً للقوات الحكومية وحاضنتها عسكرياً وحتى إدارياً، وقد زاد من أهميتها سيطرة الانتقالي على العاصمة المؤقتة عدن، وتمكنه من مقارعة القوات الحكومية في معارك أبين وشبوة.

وفي محاولة منها لتخفيف الضغط الشديد على مأرب، استماتت القوات الحكومية في فتح جبهة قتالية بمحافظة الجوف، وحققت تقدماً نسبياً هناك، ورغم ذلك لا تزال قوات الحوثيين تواصل تقدمها صوب مدينة مأرب.

وقال وزير الإعلام في الحكومة المعترف بها دولياً، معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات له على "تويتر" مساء الاثنين، إن القوات الحكومية هاجمت مواقع الحوثيين شمالي النضود في محافظة الجوف وحررت عدداً من المواقع أهمها "قرن بن عجيل، وتبة الصليحي والمحازيم".

وزير الإعلام اليمني أكد أن" جماعة الحوثيين تتعرض لأكبر موجة من الخسائر البشرية منذ انقلابها على الدولة في العام 2014، بينهم عشرات القيادات العقائدية التي تلقت التدريب على يد حزب الله والحرس الثوري الإيراني".

وتابع:" تصلنا يومياً عشرات من مقاطع الفيديو والصور التي تكشف حجم المحارق التي يسوق الحوثي عناصره إليها في معارك مكشوفة بصحراء الجوف ومأرب والبيضاء ونتردد عن نشرها التزاماً بمعايير النشر في مواقع التواصل الاجتماعي"، في إشارة منه للمشككين بالانتصارات الحكومية التي لا يتم توثيقها.

وقال الإرياني إن جماعة الحوثيين "لا تقيم أي وزن لخسائرها البشرية التي بلغت ذروتها في الأيام الماضية، مقابل تحقيق انتصارات إعلامية كاذبة" حد زعمه.

وتعترف الجماعة بسقوط الكثير من القتلى في صفوفها، ولا تجد حرجاً في الإعلان عن مقتل قيادات ميدانية كبيرة تابعة لها، لكنها تتحدث بثقة عالية عن اقترابها من إسقاط أو "تحرير مأرب" كما يحلو لها.

وقال مصدر حوثي لوكالة "ديبريفر" إن قوات جماعته سيطرت على مديرية الرحبة يوم الاثنين، وواصلت تقدمها باتجاه مديرية الجوبة جنوبي غربي مأرب.

وأظهرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء، صوراً قالت إنها لزيارة تفقدية قام بها القيادي في الجماعة والمعين من قبلها وكيلاً لمحافظة مأرب، الشيخ أبو زيد سعيد بحيبح، إلى مديرية الرحبة ومبنى المجمع الحكومي فيها، بعد "تأمينها"، بحسب الوكالة.

وكانت جماعة الحوثيين قد قالت نهاية الأسبوع الماضي، إنها اسقطت مديرية ماهلية جنوبي مأرب وتوغلت داخل مديرية حريب، وباتت قريبة من استكمال تطويقها لمدينة مأرب، وقطع آخر خطوط إمدادات القوات الحكومية مابين شبوة ومأرب.

ووفقاً لمصدر عسكري، استطاعت جماعة الحوثيين محاصرة معسكر الماس الاستراتيجي بعد تقدمها في مديرية رغوان باتجاه المعسكر الذي تتخذه القوات السعودية مقراً لها في مأرب، كما أنها تقدمت في منطقة العلم، وسط غارات كثيفة لمقاتلات التحالف العربي.

وأكد المصدر لـ"ديبريفر" انسحاب القوات السعودية من معسكر تداوين الواقع شرقي مأرب، وسحبت معداتها العسكرية الثقيلة من المعسكر على متن 30 شاحنة كبيرة.

وأشار المصدر إلى أن القوات السعودية تقوم بنقل بطاريات الباتريوت إلى منطقة العبر في محافظة حضرموت، بعد اسقاط الحوثيين لمديرية ماهلية، وانسحاب المسلحين القبليين الذين يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية في مأرب.

واعتبر المصدر أن سيطرة الحوثيين على مديرية الرحبة يعد تقدماً استراتيجياً كبيراً وسيمكنهم من تطويق مأرب من كافة الاتجاهات وقطع خطوط إمداد القوات الحكومية بشكل كامل.

وحصدت المعارك التي لا تزال مستمرة بضراوة منذ مطلع العام الجاري، أعداداً كثيرة من مقاتلي الطرفين، لكنهما لا يكشفان عن العدد الحقيقي للقتلى والجرحى.

ويوم الأحد، دفعت القوات الحكومية باللواء 107 المكلف بحماية المنشآت النفطية في منطقة "صافر" وباتجاه جبهتي العلم والصبايغ شمالي صافر وجنوبي مديرية الوادي في مأرب، لمنع تقدم الحوثيين صوب حقول النفط ولا تزال المعارك مشتعلة هناك.

وفي حين تتحدث القوات الحكومية عن مساندة قبلية لها في مأرب والجوف، أكد القيادي في جماعة الحوثيين ونائب وزير خارجية حكومة الانقاذ التابعة للجماعة، حسين العزي، إن "قبائل مراد شكلت أول لواء عسكري لطرد مسلحي التحالف من مأرب".

وقال العزي في تغريدة له على "تويتر" الأحد الماضي، إن قبائل مراد قاتلت جماعته "وفق تصورات مغلوطة نسجتها آلة الإعلام المعادي".

وتابع:" وما إن اكتشفت قبائل مراد حجم الشائعة والزيف حتى عادوا وجادوا وأذهلونا بحبهم وترحيبهم وإقبالهم وتشكيلهم أول لواء وطني من ألوية مراد الأبية"، حد قوله.

يبدو أن سقوط مأرب مسألة وقت فقط، لكن ماذا بعد مأرب؟ إلى أين ستلجأ القوات الحكومية؟ وهل ستكتفي جماعة الحوثيين، بمأرب وما تمتلكه من ثروة وتاريخ، وما تمثله من انتصار عسكري كبير وسياسي لا يمكن التقليل منه اطلاقاً بقدر ما له من أهمية وتأثير على مسار المفاوضات والحل الشامل في اليمن؟.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet