الحديدة (ديبريفر) - وجه مسؤول حكومي يمني، مساء الأربعاء، ما وصفه بـ "النداء الأخير" لإنقاذ اليمن والعالم من كارثة خزان النفط العائم المتهالك "صافر" على سواحل البحر الأحمر، بعد قرار الأمم المتحدة تأجيل موعد وصول الفريق الفني إلى أجل غير مسمى.
وقال وليد القديمي وكيل محافظة الحديدة التابع للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إن "الأمم المتحدة قررت للأسف تأجيل موعد وصول الفريق الفني للخزان صافر مرة أخرى إلى أجل غير مسمى".
وأضاف "نحن اليوم نعرض عليكم هذه القضية كمجتمع دولي من أجل الحفاظ على البيئة والضغط على الحوثيين من أجل تجنب هذه الكارثة الكبيرة".
وأشار وكيل محافظة الحديدة إلى أن الأمم المتحدة أعدت خطة لإنقاذ الناقلة من مرحلتين: الأولى تتضمن إرسال فريق من الخبراء لتقييم الأضرار والرفع بالخيارات المتاحة التي ينصح بها للتخلص من محتوى الخزان العائم صافر من النفط، وفي المرحلة الثانية يقوم مكتب عمليات الأمم المتحدة UNOP بإبرام العقود مع شركة أو شركات متخصصة للقيام بتنفيذ الخيار المنصوح به من فريق التقييم في المرحلة الأولى.
وشدد على ضرورة العمل بأقصى طاقة لتفادي الكارثة قبل حدوثها لتجنب كارثة بيئية عالمية غير مسبوقة ستؤثر على اليمن ودول الجوار كافة وعلى دول العالم، خاصة وأن البحر الأحمر تمر به النسبة الأكبر من سفن التجارة العالمية.
وأكد المسؤول اليمني أن كارثة صافر سوف تضيف عبئاً إضافياً سيؤثر على اليمن لعشرات السنين القادمة ويحرم الآلاف من فرص عملهم ويقضي على الحياة البحرية المتنوعة في المياه اليمنية على البحر الأحمر وكذا شرق البحر الأحمر إلى خليج العقبة.
وأوضح أن الخزان العائم يحتوي في الوقت الحالي على كمية من النفط الخام تبلغ مليون و140 ألف برميل وهو ما شكل ويشكل خطرا متزايداً يوماً بعد يوم".
ولفت إلى المخاطر المتزايدة في استمرار التآكل بفعل الصدأ وحدوث انهيار لأي جزء من جوانب أي من خزانات النفط وبالتالي تسرب محتواه إلى البحر في ظل انعدام الغاز الخامل للحماية من اشتعال النفط.
وتوقفت ناقلة النفط الراسية والتي تعد محطة تصدير صغيرة لنفط مأرب على بعد عدة كيلومترات خارج ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي اليمن، في مارس 2015 وعلى متنها ما يقارب 1.1 مليون برميل، دون إجراء أية أعمال صيانة لها منذ ذلك الوقت، ما يجعلها عرضة لخطر الانفجار.
ووصف خبراء متخصصون سفينة النفط المتهالكة "صافر" بأنها قنبلة موقوتة بسبب تراكم خطير للغازات المتطايرة المنبعثة من النفط الذي تحمله السفينة، ما قد يؤدي لانفجارها والتسبب بكارثة بيئية ربما تفوق أي تسرب نفطي سابق.
ويوم الجمعة قال سفير بريطانيا لدى اليمن، مايكل آرون، إن هناك اتفاقاً شبه كامل بين الأمم المتحدة وجماعة الحوثيين (أنصار الله) بالنسبة لما سيعمله فريق خبراء الأمم المتحدة في الناقلة الراسية غربي اليمن.
وأضاف مستدركاً "لكن نواجه مشكلة في التمويل، حيث نحتاج إلى ما بين 3 و4 ملايين دولار، ونتحدث حالياً مع بعض المانحين ألمانيا خاصة، بريطانيا دفعنا 3 ملايين دولار، وإذا حصلنا على المبالغ قبل نهاية الشهر الحالي أو نهايته من الممكن أن يكون الفريق في جيبوتي".