القاهرة (ديبريفر) - استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي الذي وصل الليلة الماضية الى القاهرة في ثالث محطة له ضمن جولة عربية شملت الكويت والمنامة ومن المقرر أن يختتمها في الدوحة القطرية.
وناقش الرئيسان السيسي والعليمي خلال مصرية - يمنية عددا من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها ملف الحرب باليمن في ظل المستجدات الراهنة والجهود الأممية والدولية الساعية للتوصل الى تسوية سياسية لإنهاء القتال.
وقال رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات مع السيسي، إن المباحثات تركزت حول أمن الملاحة في ظل تصاعد الأنشطة العدائية لايران التي تسعى من خلالها الى زعزعة استقرار المنطقة.
وأضاف العليمي أنه "تحدث لنظيره المصري حول مستجدات الملف اليمني، والجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي من أجل تحسين الأوضاع في المحافظات المحررة خصوصا على الصعيد الاقتصادي والخدمي وتوحيد مؤسستي الجيش والامن، وما تتطلبه هذه الإصلاحات من اسناد ودعم من جانب مصر.
وأشار إلى أن "مصر كانت دائما الى جانب اليمنيين، دفاعا عن النظام الجمهوري، وإعادة بناء مؤسسات الدولة ونهضتها بعد قيام الثورة عام 1962".
وأضاف، "وهاهي تقف معنا اليوم أيضا في إطار التحالف الداعم للشرعية بهدف استعادة الدولة، واسقاط الانقلاب المدعوم من إيران، كما تحتضن مئات الآلاف من ابنائنا الذين تقطعت بهم سبل العيش في الداخل بسبب استماتة الجماعة الانقلابية في حملتها الوحشية، واصرارها على تحويل اليمن الى قاعدة عدائية لتهديد أمن دول الجوار والمنطقة برمتها".
وأوضح العليمي أنه جرى التأكيد خلال المباحثات على التعاطي الإيجابي مع كافة مساعي السلام بالتنسيق مع التحالف بقيادة السعودية والإمارات.
وقال إن المباحثات تطرقت للمخاطر المحدقة بأمن وسلامة الملاحة الدولية مع الأنشطة العدائية المدعومة من إيران عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، إضافة إلى ما يمكن أن يمثله انهيار الناقلة"صافر" من كارثة بيئية ستشمل اليمن ومصر وكافة الدول المطلة على البحر الأحمر.
ولفت إلى أنه تم التطرق أيضا إلى فرص تعزيز التعاون بين البلدين، والاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في قطاع الخدمات بما فيها التعليم والصحة وإعادة الإعمار والتسهيلات الإضافية لرعاية المقيمين والوافدين إلى أرض مصر.
وأوضح رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، أن هناك عددًا من مذكرات التفاهم سيتم التوقيع عليها من قبل الحكومتين في الوقت القريب العاجل.
من جهته، قال الرئيس المصري إنه حرص خلال المباحثات على تأكيد موقف مصر الثابت والمستند إلى العلاقات التاريخية الراسخة التي تربط بين الشعبين المصري واليمني.
وشدد على دعم مصر الكامل لوحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها، مؤكدا أن القاهرة تدعم كافة الجهود لتحقيق السلام في اليمن، وفق مرجعيات الحوار الوطني اليمني والمبادرة الخليجية والآلية التنفيذية، ونتائج المشاورات الأخيرة في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال السيسي إنه أكد خلال المباحثات، مع العليمي على أن مصر لن تدخر وسعًا، في مساعدة اليمن الشقيق وأنها حريصة على تقديم أوجه الدعم المختلفة للأشقاء اليمنيين، خاصة في مجال تدريب الكوادر البشرية، وتقديم المساعدات الطبية والغذائية.
وأوضح أن المباحثات تناولت أيضا، أهمية تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في مجال تطوير البنية التحتية، ومشروعات الطاقة، وآليات تفعيل ذلك.
وقال السيسي،" اتفقنا خلال النقاشات على ضرورة تضافر كافة الجهود وتكثيف العمل المشترك، لحماية أمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والخليج العربي وارتباط تلك المسألة الحيوية بالأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين".
وأضاف أن المباحثات تناولت أيضا، خطورة أزمة خزان "صافر" النفطي وما يحمله من تهديدات متعددة الأوجه وضرورة تضافر الجهود الدولية لحل تلك الأزمة في أسرع وقت ممكن عبر توفير الدعم والتمويل اللازمين، للخطة الأممية ذات الصلة.