عمّان (ديبريفر) - عرض مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى اليمن هانز غروندبرغ، اليوم الخميس، إمتيازات جديدة لإغراء جماعة أنصار الله (الحوثيين) على القبول بتمديد الهدنة الأممية المعلنة في اليمن والتي من المقرر أن تنتهي بعد نحو عشرة أيام تقريباً.
وتضمن العرض الجديد فتح وجهات جوية جديدة من مطار صنعاء الى الجانب عمّان والقاهرة كجزء محتمل من هدنة مابعد 2 أغسطس التي يسعى الى إقناع الأطراف بتمديدها لنصف عام أخر، دون أن يحدد على نحو دقيق أسماء تلك الوجهات، فضلاً عن دخول سفن الوقود بشكل منتظم، حسبما جاء في بيان رسمي.
وكثف المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ، مؤخراً اتصالاته مع الطرفين لدعم تنفيذ جميع عناصر الهدنة، واستكشاف احتمالات هدنة موسعة لمدة 2 أشهر أخرى حتى فبراير القادم.
وقال بيان صادر عن مكتب المسؤول الأممي ان "الهدنة الممتدة والموسعة ستزيد الفوائد للشعب اليمني, كما ستوفر منصة لبناء المزيد من الثقة بين الطرفين وبدء مناقشات جادة حول الأولويات الاقتصادية،لا سيما فيما يتعلق بالإيرادات والرواتب، فضلاً عن الأولويات الأمنية ، بما في ذلك وقف إطلاق النار".
وأضاف قائلاً : "في نهاية المطاف ، الهدف هو التحرك نحو تسوية سياسية تنهي الصراع بشكل شامل".
وأشار إلى أنه بفضل الالتزام المستمر للأطراف، فقد صمدت الهدنة إلى حد كبير لما يقرب من أربعة أشهر ، ما يمثل أطول فترة هدوء نسبي منذ أكثر من سبع سنوات وانخفاض كبير في عدد الضحايا المدنيين.
مضيفا "ومع ذلك ، فقد أثار كلا الجانبين مخاوف بشأن الانتهاكات والحوادث المزعومة عبر خطوط المواجهة المتعددة".
مشدداً على إلتزامات الأطراف المتحاربة بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين..
وقال : "إنني آخذ التقارير عن التصعيد العسكري على محمل الجد، خاصة عندما يتعلق الأمر بسقوط ضحايا مدنيين".
وأعرب عن آمله بأن يواصل الطرفان عملهما في ظل لجنة التنسيق العسكرية لتسهيل الحوار ودعم خفض التصعيد وإنشاء غرفة التنسيق المشتركة لمعالجة الحوادث في الوقت المناسب.
وأضاف البيان انه في بداية المفاوضات، قدم الطرفان مقترحات لفتح طرق في تعز والمحافظات الأخرى ، وهي علامة إيجابية على استعدادهم للانخراط في المحادثات.
وأوضح المبعوث الأممي أن أحدث اقتراح للأمم المتحدة تضمن فتح ثلاثة طرق قدمها أنصار الله في مقترحهم إضافة إلى طريق أخر دعا إليه المجتمع المدني، دون أن يتم الأخد بأياً من الطرق المقترحة من الجانب الحكومي.
موضحاً أن الحكومة اليمنية قبلت هذا الاقتراح لكن أنصار الله لم تقبله. كما أعلن الطرفان مؤخرًا عن عزمهما فتح بعض الطرق من جانب واحد.
وأكد غروندبيرغ: إن "الإجراءات الأحادية وحدها لا تكفي لضمان مرور آمن ومستدام للمدنيين على طول الطرق التي تعبر خطوط المواجهة تحت سيطرة الأطراف المختلفة".
وقال: "لن أتوقف عن متابعة جهودي للتقريب بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق لفتح الطرق الرئيسية بشكل مستدام وآمن في تعز والمحافظات الأخرى .. سيبقى هذا أولوية لفترة الهدنة هذه وأي تمديد لها في المستقبل".
وفي إطار الهدنة، قال إن الطرفين اتفقا على رحلتين تجاريتين أسبوعياً بين صنعاء وعمان والقاهرة ، بإجمالي 36 رحلة خلال فترة الأربعة أشهر.
لافتاً الى انه تم تشغيل 20 رحلة ذهابًا وإيابًا حتى الآن بين صنعاء وعمان ورحلة واحدة ذهابًا وإيابًا بين صنعاء والقاهرة حملت تلك الرحلات ما يزيد عن 8000 مسافر.
وأضاف : تستكشف OSESGY الان خيارات ربط مطار صنعاء بمزيد من الوجهات كجزء محتمل من هدنة ممتدة بعد 2 أغسطس.
كما نصت الهدنة على دخول 36 سفينة وقود الحديدة خلال فترة الأربعة أشهر، وحتى الآن ،بين 2 أبريل و 21 يوليو ، دخلت 26 سفينة وقود ميناء الحديدة تحمل 720.270 طنًا متريًا من مشتقات الوقود، بينما المزيد من سفن الوقود قيد المعالجة.
وذكر المبعوث الأممي أن اجمالي كميات الوقود التي دخلت منذ بدء الهدنة تكاد تصل الى ضعف الكميات التي وصلت خلال عام 2021 بأكمله ، دخلت 23 سفينة وقود تحمل أقل من 470.000 طن متري ميناء الحديدة.
واستطرد قائلاً : سيشهد تجديد الهدنة دخول سفن الوقود بشكل منتظم وفي الوقت المناسب.
مضيفاً "إن الانتقال من سبع سنوات من الحرب إلى حالة من الهدوء النسبي لن يخلو من التحديات ، وهناك بعض النواقص في التنفيذ الكامل لعناصر الهدنة.
ومع ذلك ، كانت الهدنة تحولية بالنسبة لليمن.
وقال : "لقد أحدثت الهدنة فرقا ملموسا في حياة الناس. إن الشعب اليمني والمجتمع الدولي يريدان ويتوقعان تنفيذ الهدنة بشكل كامل وتجديدها وتعزيزها".
وأعرب الوسيط الأممي عن أمله بأن تشارك الأطراف بشكل بناء في الجهود القائمة، وأن تدرك المكاسب التي يمكن أن تحققها الهدنة الممتدة والموسعة للشعب اليمني.
وقال : "يجب أن يرتقوا إلى مستوى المناسبة وألا يفوتوا هذه الفرصة ".
