الحديدة (ديبريفر) - اتهمت القوات المشتركة اليمنية، مساء الأحد، جماعة أنصار الله (الحوثيين) بإدارة خلايا ارهابية على صلة بتنظيم القاعدة لتنفيذ الاغتيالات ونشر الفوضى عبر عمليات نهب وتقطع واستهداف مدنيين وعسكريين في المناطقة الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
ونشرت القوات المشتركة مقطع فيديو مصور اعترافات عدد من الأشخاص قالت انهم أعضاء في إحدى الخلايا الارهابية التي سبق الإيقاع بها والقاء القبض على عناصرها، وجميعهم ينحدرون من مدريتي "خنفر" و"زنجبار" بمحافظة أبين، وسبق لهم الانخراط في تنظيم القاعدة قبل أن تجندهم جماعة الحوثي لاستهداف القوات المشتركة.
وذكر بيان منسوب لألوية حراس الجمهورية المنضوية تحت مظلة القوات المشتركة، أنه تم ضبط الخلية المؤلفة من مسؤول الخلية و5 عناصر أخرى فضلا عن عناصر فارة من العدالة خلال الشهر الماضي وذلك بعد أن جندهم الحوثيون عام 2020.
وعلى رأس العناصر الموقوفة المسؤول المباشر عن الخلية مهدي علي أحمد المرقشي، المكنى "أبو علي"، وعوض محمد عوض جوبل وهو عنصر سابق في تنظيم القاعدة الإرهابي، وحمدي العزيبي، ومحمد علي المرقشي وموسى مهدي المرقشي، ومازن فضل الهدار.
ويدير الخلية الإرهابية، وفقا لاعترافات أعضائها في المقطع المصور، القياديان الشقيقان في ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابعة للحوثي فارس، وهيثم عريك، إلى جانب قيادي أمني آخر يعمل مسؤولاً عن الاغتيالات في ذات الكيان الإرهابي.
ويعترف عضو الخلية الإرهابية "عوض محمد جوبل" بأنه كان يعمل بحارا في أبين قبل أن ينخرط مع تنظيم القاعدة الإرهابي ثم ينتقل للعمل لصالح مليشيات الحوثي عبر خلية إرهابية تنفذ أعمال قطع الطرق والنهب والاغتيالات.
وبحسب البيان، فقد بدأت علاقة جوبل بتنظيم القاعدة عندما تعرف على أحد أبناء منطقته في"الشيخ سالم" في أبين، ويكنى "أبو محمد" واسمه الحقيقي "عبدالمنعم بقش"، وهو إرهابي يقوم بمهمة استقطاب الأفراد لتنظيم القاعدة.
ويقول "جوبل" في الاعترافات إنه انخرط بالفعل مع تنظيم القاعدة الإرهابي في أبين لشهور، لكن سرعان ما تواصل معه المدعو "مهدي المرقشي" مسؤول الخلية الإرهابية للحوثيين، وهو على صلة قرابة به، لإغرائه بالعمل معه في نشر الفوضى عبر النهب وقطع الطرقات.
وأشار إلى أنه سرعان ما انتقل من محافظة أبين إلى مديرية الدريهمي في الساحل الغربي لليمن للعمل مع الخلية الحوثية في تنفيذ أعمال نهب سيارات مسؤولين في القطاع الصحي والعسكري.
ولفت جوبل إلى أنه بعد قيام عناصر الخلية بنهب السيارات يقومون بإيصالها إلى أحد القيادات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي في بلدة" المحجر" الريفية الذي حررت مؤخرا وهو "فارس عريك" والذي يشتريها بمبالغ مالية كبيرة.
وأضاف، إن جماعة الحوثي تقدم مبالغ مالية مغرية لعناصر الخلية نظير كل عملية إرهابية يتم تنفيذها، تتراوح بين من 20 إلى 60 ألف ريال سعودي مقابل كل عملية تتضمن نهب أو إحراق أحد الأطقم أو الدوريات العسكرية.
كما يظهر في مشهد أخر من ذات المقطع مهدي المرقشي مسؤول الخلية وهو يعترف أن قيادات الحوثي تقوم بدفع مبلغ 100 ألف ريال سعودي لكل عملية اغتيال تطال قيادات عسكرية وأمنية موالية للقوات المشتركة حراس الجمهورية، ألوية العمالقة الجنوبية.
كما تضمن التسجيل مكالمة هاتفية بين الإرهابي المرقشي ومسؤول ملف الاغتيالات في جهاز الأمن والمخابرات الحوثية، ويدعى "أبو معتز"، الذي يطلب خلال المحادثة من الخلية اغتيال قيادات بالقوات المشتركة ونهب دوريات وإحراقها وتوثيقها بالهاتف مقابل التكفل بتمويل العمليات ماليا بملايين الريالات.
وأحتوى الفيديو مراسلات عبر تطبيق "واتساب" بين المسؤول المباشر عن الخلية وقيادات في جهاز الأمن والمخابرات للحوثيين يوجهه بشكل صريح بتنفيذ عمليات اغتيالات بتخطيط وتنسيق من الحوثي فضلا عن نهب دوريات وسيارات راح ضمن ضحاياها مدنيون.
وفي تسجيل صوتي آخر بين مسؤول الخلية الإجرامية مهدي المرقشي والقيادي في جماعة الحوثي فارس عريك أشار إلى تخطيط والتنسيق لهجوم غادر على موقع عسكري من الخلف للاستيلاء على الأسلحة وأسر الجنود قبل أن يتم إحباط العملية وضبط الخلية.
وتشير الاعترافات أيضاً إلى أن الخلية كانت تنفذ العمليات الإرهابية في مديريات الساحل الغربي قبل أن تعود إلى مسقط رأسها في أبين جنوب وفق توجيهات دقيقة ومنسقة من الحوثيين
ويقر مسؤول الخلية أن القيادي الحوثي عريك كان يجند فقراء من ملاك درجات النارية لنقل عناصرهم في الحالات الطارئة لتسهيل تنقلهم في بلدات الساحل الغربي، كما يعترف بتفخيخ الحوثيين الطرق الرئيسية بين حيس والجراحي، التي يفترض فتحها بموجب الهدنة الأممية.