مأرب (ديبريفر) - كثفت جماعة أنصار الله (الحوثيين) المدعومة إيرانيا تحركاتها العسكرية في محيط محافظة مأرب شرقي اليمن، في مؤشر على مايبدو لإستئناف المعارك المتوقفة منذ شهر إبريل الماضي بموجب الهدنة الأممية التي تعثرت جهود تمديدها لفترة إضافية جديدة في الثاني من أكتوبر الفائت.
وقالت مصادر ميدانية، اليوم الأربعاء، إن جماعة الحوثي كثفت تحركاتها العسكرية بشكل غير مسبوق في جبهات مأرب، لا سيما المحور الجنوبي، الذي يشهد وصول تعزيزات بشكل مستمر منذ عدة أيام.
وتأتي هذه التحركات العسكرية في خضم مساعٍ دبلوماسية مكثفة تجريها الأمم المتحدة والوسطاء الاقليميين والدوليين لإعادة إحياء الهدنة المنهارة في البلد.
وحذرت مصادر عسكرية حكومية من هجمات حوثية محتملة قد ينفذها الحوثيون بشكل مباغت في قادم الأيام..
مطالبة "الجيش اليمني بمزيد الحيطة والحذر إزاء هذه التحركات المشبوهة، التي قد يسعى الحوثيون من خلالها إلى إحداث اختراق ميداني وتغير خطوط الاشتباك.
ووفقاً لمراقبين سياسيين وعسكريين، فإن هذه التحركات تعطي مؤشر واضح بإنسداد أفق الجهود الدولية الرامية لاعادة تثبيت الهدنة، وخاصة أنها جاءت في أعقاب عودة الوفد العماني من صنعاء "خالي الوفاض" بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدها الوفد مع قيادات حوثية وفي مقدمتها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
وأكدت الجماعة الحوثية على لسان متحدثها الرسمي وكبير مفاوضيها محمد عبدالسلام، تمسكها بالشروط التي وضعتها سابقاً للقبول بتمديد الهدنة، وهي ذات الاشتراطات التي وصفها الاتحاد الأوروبي بـ"المتطرفة وغير ممكنة التنفيذ".
وبالرغم من انتهاء سريان الهدنة بين القوات الحكومية والحوثيين، التي امتدت لنصف عام مابين إبريل - أكتوبر الماضيين، الا أن جبهات القتال ظلت محتفظة بشئ من الهدوء النسبي باستثناء مناوشات ومواجهات محدودة في عدد من الجبهات وخاصة في مأرب ولحج والضالع وتعز وأبين.
وكانت قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع كسر هجوم بري نفذته مجاميع حوثية عبر محاولات التسلل إلى المحور الجنوبي الوقع في مديرية الجوبة المتاخمة لمدينة مأرب، قبل أن يتم إجبارهم على التراجع بعد تكبيدهم خسائر بشرية ومادية.
وتشير إحصائية غير رسمية الى أن خسائر جماعة الحوثي منذ انتهاء الهدنة بلغت 300 قتيل في مختلف الجبهات التي شهدت مواجهات متفرقة ومحدودة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، فيما لاتوجد إحصائية محددة لخسائر القوات الحكومة خلال الفترة ذاتها.