عدن (ديبريفر) اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، يوم الجمعة، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، بـ"عدم الجدية في الشراكة والتوافق"، معتبراً "المماطلة في تنفيذ مخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي مؤشرات خطيرة لا تخدم مستقبل الشراكة والعملية السياسية".
جاء ذلك في بيان للمتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري، تعليقاً على حوار للعليمي مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن، الخميس، قال فيه إن "القضية الجنوبية قضية عادلة. والحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب"
وأضاف العليمي، "عندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض".
ورأى أن "معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي".
وقال الانتقالي، وهو مشارك في المجلس الرئاسي والحكومة، إن "تصريحات العليمي غير دقيقة، ولا تشير إلى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي"، التي عقدت في أبريل الماضي ونتج عنها تشكيل المجلس الرئاسي.
وأضاف: "قضية الجنوب قضية شعب ووطن وهوية ودولة أنتجها فشل الوحدة، وحرب صيف ١٩٩٤م".
وشدد الكثيري، على أن "نقاش قضية الجنوب لا يقبل الترحيل ولا التأجيل، ولن يكون كذلك أبداً"، مشيراً إلى "أنه محدد في مخرجات مشاورات الرياض بشكل واضح، حيث تم الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب ضمن أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي لها، وعبره سيحدد ما يطلقون عليه شكل الدولة تفاوضياً"، حسب تعبير البيان.
واستغرب من ما أسماه "عرقلة إصدار قرار تشكيل الوفد التفاوضي المشترك الذي تم التوافق عليه وهو المعني بالتفاوض حول شكل الدولة والنظام السياسي للفترة الانتقالية والضمانات المطلوبة".
واعتبر المتحدث باسم الانتقالي أن "المماطلة في تنفيذ الالتزامات الواردة في مخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي تمثل مؤشرات خطيرة لا تخدم مستقبل الشراكة والعملية السياسية برمتها".
ولم يصدر تعليق فوري من مجلس القيادة الرئاسي بشأن بيان الانتقالي الجنوبي.
وتدور خلافات داخل المجلس الرئاسي، أعلن عنها العليمي في مقابلة له خلال جلسة حوار عن بعد استضافها "معهد الشرق الأوسط" بواشنطن، في 23 سبتمبر2022.
وقال حينها: "لا أريد أن نقدم صورة وردية، لكننا حريصون على استمرار المجلس وفق المشتركات، ونحاول حل الخلافات بالتوافق".
وشهدت العاصمة السعودية الرياض خلال الأشهر الأخيرة، مشاورات غير معلنة بين قيادة المجلس الرئاسي، لرأب الصدع بين أعضاء المجلس وعدم قدرته على العمل كفريق واحد في ظل حالة التباين بين أعضائه، مع دعوات دولية متكررة إلى ضرورة وحدة وتماسك المجلس.