جنيف (ديبريفر) رأت منظمات دولية تعمل في المجال الإنساني، يوم الإثنين، أن "العالم تخلى عن اليمن عند مفترق طرق حاسم" وذلك عقب الإعلان عن تعهدات المانحين للبلد الغارق في الحرب بمبلغ 1.2 مليار دولار من أصل 4.3 مليارات تحتاجها الأمم المتحدة لتغطية برامجها هذا العام هناك.
وقالت مديرة المجلس النرويجي للاجئين في اليمن إيرين هاتشينسون، إن المبلغ الذي تم جمعه خلال مؤتمر المانحين لا يكفي إطلاقا لتلبية احتياجات اليمن.
وأضافت "أظهر المجتمع الدولي اليوم أنه تخلى عن اليمن في هذه الظروف الحرجة بتقديم تعهّدات تغطي فقط ربع المبلغ المطلوب.
واستطردت هاتشينسون "هذا الأمر غير ملائم على الإطلاق ويعطي مؤشرا يدل على أن بعض البشر أقل قيمة من الآخرين".
من جانبها اعتبرت منظمة "كير"، أن تعهّدات العام 2023 تشير إلى أن الوكالات الإنسانية "ستضطر إلى تقليص عدد الأشخاص الذين يتم إيصال المساعدات إليهم".
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تصريح للصحفيين إن العالم "مستمر بغض الطرف في أغلب الأحيان" عن "الكارثة الإنسانية" التي يواجهها اليمن، متعهّدة أن تقدم بلادها 120 مليون يورو (127 مليون دولار).
فيما أكد المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني أنه مع كل عام يمر يصبح التعافي من النزاع أصعب.
وقال "حتى إذا تم التوصل إلى تسوية مستدامة، ستبقى الاحتياجات الإنسانية كبيرة لسنوات مقبلة".
بدوره قال جاريد رويل مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن "في النهاية، إنهاء الصراع هو السبيل الوحيد لوقف هذه الكارثة الإنسانية. أثبت وقف إطلاق النار المؤقت إمكانية الحد من معاناة المدنيين".
وقالت ثلاثون منظمة غير حكومية تنشط في اليمن في بيان مشترك "من دون الأموال الضرورية، سيكون مستحيلا تقديم مساعدة حيوية لمن هم في حاجة ماسة إليها".
وتأمل منظمات الإغاثة في الوصول إلى 17 مليون شخص هذا العام من أصل 21,7 مليونا يحتاجون الى مساعدة في اليمن.
من جهته قال مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في اليمن ريتشارد راجان "نسمع تقارير تفيد بأن انعدام الأمن الغذائي آخذ في الازدياد".
وأفاد البرنامج الذي يقدم غذاء لنحو 13 مليون شخص في اليمن ويسعى للحصول على 2.9 مليار دولار هذا العام، إن نقص التمويل أدى إلى انخفاض مستوى معظم أنشطته.
ومنذ يونيو حزيران، يحصل خمسة ملايين شخص على نصف احتياجاتهم اليومية فيما يحصل ثمانية ملايين على الربع.
واستضافت مدينة جنيف السويسرية، يوم الإثنين، مؤتمر مانحي اليمن برعاية الأمم المتحدة في ظروف قاسية يمر بها البلد العربي، ورغم الآمال التي تعلقت على المؤتمر إلا أنه لم ينجح سوى في جمع 1.2 مليار دولار ضمن خطة أممية تقدر بـ 4.3 مليارات دولار يحتاجها اليمن في 2023.