نيويورك (ديبريفر) حذرت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، من أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، تواجه مستويات مرتفعة لانعدام الأمن الغذائي.
جاء ذلك في تحليل جديد للتصنيف المرحلي المتكامل حول اليمن، صدر عن منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة "الفاو" ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" وبرنامج الأغذية العالمي.
وقال التقرير "لايزال اليمن من أكثر الدول إنعداماً للأمن الغذائي على المستوى العالمي والسبب الرئيسي في ذلك هو تأثير الصراع الدائر في البلد والتدهور الاقتصادي".
وأضاف أنه "رغم التحسن الطفيف الملاحظ مؤخراً في المديريات التي تقع تحت سلطة الحكومة اليمنية خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام إلا أن كل تلك المديريات ستواجه مستويات عالية من إنعدام الأمن الغذائي، ولا زال هناك حاجة لاستثمارات أكبر في النصف الثاني من عام 2023".
وأظهر التقرير أنه خلال الفترة بين شهري يناير ومايو 2023، عانى حوالي 3.2 ملايين شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية حيث تم تصنيفهم في مرحلة انعدام الأمن الغذائي الشديد (المرحلة الثالثة وما فوق من التصنيف المرحلي المتكامل) وذلك يمثل انخفاضاً بنسبة 23% من التقديرات للفترة ما بين أكتوبر وديسمبر 2022.
وأشار إلى انخفاض عدد الأشخاص في مرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل) إلى حوالي النصف ليصل إلى 781 ألف شخص مقارنة بالتقديرات للربع الأخير من عام 2022.
وحذر التقرير من أن هذه التحسنات المتواضعة لا تمثل إلا "إستراحة مؤقتة" حيث إن المسببات الرئيسية لإنعدام الأمن الغذائي لا زالت قائمة ويتوقع أن يزداد الوضع سوءا خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر 2023.
وتوقع التقرير أن تكون هناك زيادة بمقدار 20% في عدد الأشخاص الذين يصنفون في المرحلة الثالثة وما فوق (بزيادة قدرها 638,500 شخص) خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر.
كما يتوقع أن يزيد عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أسوأ من ذلك) ليصل إلى 3.9 ملايين شخص (41%) من بينهم حوالي 2,8 مليون شخص في مرحلة الأزمة (المرحلة الثالثة) و 1.1 مليون شخص في مرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة).
وذكر أنه "مع استمرار تدهور الوضع الخاص بسوء التغذية الحاد في المحافظات الجنوبية يتوقع أنه في عام 2023 سيكون هناك حوالي نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 100 ألف طفل سيعانون من سوء التغذية الوخيم.
ولفت إلى أن التقديرات تشير أيضا إلى أن ربع مليون امرأة حامل ومرضع ستعاني من سوء التغذية الحاد خلال الفترة نفسها.
وأكد التقرير أن اليمن ما زال بحاجة إلى إيلاء الاهتمام بالوضع فيه حيث يلاحق الجوع ملايين الأشخاص ويمكن أن يتفاقم الوضع إذا لم يتم فعل أي شيء لمعالجة الدوافع الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي.