نيويورك (ديبريفر) - حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، يوم الأربعاء، من تبعات التهديدات العلنية بالعودة للحرب، مؤكداً أن مكتبه يعمل على دعوة أطراف النزاع للاجتماع من أجل "معالجة بعض الأولويات العاجلة، والتحرك لتسوية مستدامة" للصراع في البلاد.
جاء ذلك في إحاطة قدمها غروندبرغ إلى مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة ناقشت تطورات أزمة اليمن.
وقال غروندبرغ إن أطراف النزاع "تواصل إظهار الاستعداد للبحث عن الحلول، إلا أنه لا زالت هناك حاجة إلى ترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة، وخصوصا الاتفاق على طريق للتقدم يشمل إعادة بدء عملية سياسية يمنية جامعة".
وأضاف: "لن يكون هناك تحسن مستدام للوضع ما لم يجتمع الطرفان لمناقشة الحلول المستدامة للتحديات الاقتصادية والمالية لليمن والاتفاق عليها".
وتابع المبعوث الأممي: "يعمل مكتبي على دعوة الأطراف إلى الاجتماع لمعالجة بعض أولوياتهم العاجلة لبناء الثقة والتحرك نحو تسوية سياسية شاملة ومستدامة في البلاد".
ولفت إلى أنه رغم انتهاء الهدنة، لم تعد الأعمال العدائية إلى مستويات ما قبل الهدنة، مبيناً أن القتال المتقطع وتبادل إطلاق النار استمر على بعض الجبهات خاصة في تعز والضالع ومأرب والحديدة وشبوة وصعدة وهناك تهديدات علنية بالعودة إلى الحرب.
ودعا المبعوث الأممي الأطراف اليمنية إلى "الامتناع عن الخطاب التصعيدي ومواصلة استخدام قنوات الحوار التي أنشأت بموجب الهدنة من خلال لجنة التنسيق العسكرية والبناء على هذه القنوات لخفض تصعيد الحوادث".
وحث الأطراف "على مواصلة العمل عن كثب مع مكتبه لتحقيق هدف الإفراج غير المشروط عن المحتجزين على خلفية النزاع على أساس مبدأ الكل مقابل الكل".
ووصف غروندبرغ الوضع الاقتصادي في البلاد بالمتردي بشكل متزايد، مشيراً إلى اتخاذ كل من طرفي الصراع إجراءات اقتصادية تهدف إلى إضعاف الطرف الآخر.
وقال إن هذه الإجراءات "تضر بالمدنيين في المقام الأول، بينما تزيد من عدم الثقة".
وأورد عدداً من الأمثلة على تلك الخطوات الاقتصادية، قائلاً: "لا تزال الحكومة ممنوعة من تصدير المنتجات البترولية، مصدر دخلها الرئيسي. كما لا تزال التجارة الداخلية في السلع والخدمات اليمنية محدودة بسبب القيود وفرض رسوم وضرائب باهظة".
ونوه إلى زيادة تدهور توفير الخدمات الأساسية، وإغلاق محطات الكهرباء بسبب نقص الوقود، لافتاً إلى وصول انقطاع الكهرباء في عدن إلى 18 ساعة في اليوم، وسط حرارة الصيف الحارقة.
وشدد على ضرورة توسيع عدد الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء وبشكل ملح لتخفيف بعض الضغط على المدنيين اليمنيين الذين يسعون للسفر للحصول على الرعاية الطبية والفرص التعليمية والتجارية أو لم شملهم مع أحبائهم، مشيراً أيضاً إلى ضرورة فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى لتسهيل حرية تنقل المواطنين.
وحذر المسؤول الأممي من أن استمرار عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي يشكل أرضية خصبة للجماعات المتطرفة العنيفة، معرباً عن قلقه إزاء التقارير عن زيادة في أنشطة المتطرفين في محافظتي أبين وشبوة.