صحيفة سعودية : الحكومة اليمنية " الشرعية " ستعود منتصف الأسبوع للعمل من عدن

الرياض ( ديبريفر)
2018-10-29 | منذ 5 سنة

رئيس الوزراء الدكتور معين رفقة رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي

Click here to read the story in English

قالت صحيفة سعودية اليوم الاثنين إن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ستعود منتصف الأسبوع الجاري إلى مدينة عدن التي تتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد ، وذلك للعمل من داخل الأراضي اليمنية .

وأضافت صحيفة عكاظ أن " الحكومة اليمنية بكامل أعضائها تستعد للعودة إلى العاصمة المؤقتة عدن منتصف الأسبوع الحالي للعمل من داخل الأراضي اليمنية " .

وأوضحت أن عودة الحكومة تأتي في إطار خطة وضعها رئيس الوزراء الجديد الدكتور معين عبدالملك لتفعيل عمل المؤسسات الحكومية في المناطق " المحررة " .

ووفقاً للصحيفة لم تستبعد مصادر مطلعة أن يزور رئيس الوزراء عدداً من المحافظات بينها تعز خلال الأيام القليلة القادمة .

وفي مقابلة مع قناة اليمن التابعة للحكومة " الشرعية " مساء الأحد قال رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك إن حكومته ستكون قريبة من المواطن و ستركز عملها خلال الفترة القادمة على إصلاح المنظومة الإدارية والمالية والاقتصادية لمؤسسات الدولة، وتفعيل الأجهزة الرقابية في كل المؤسسات بما يساهم في استعادة أدوات الدولة خلال هذه الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن.
وأضاف "أن الحكومة ستقوم بترتيب الأولويات وفق متطلبات الواقع، وتؤدي واجباتها في توفير وتحسين الخدمات الأساسية والبنية التحتية".

وقال المراقبون إن "عودة رئيس الحكومة الجديد لمباشرة مهامه من العاصمة المؤقتة عدن أمر مهم لمواجهة ملفات عديدة ومن بين هذه الملفات الانهيار الاقتصادي الذي تواجهه البلاد وتدهور سعر العملة الوطنية وارتفاع الأسعار إلى جانب الملف الأمني الشائك بسبب تعدد الجهات المسلحة في عدن التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد".

ومراراً أعلنت الحكومات اليمنية المتعاقبة منذ اندلاع الحرب في البلاد ، عودتها النهائية للعمل من داخل الأراضي اليمنية إلا أن ذلك لم يتم ، واقتصرت على زيارات متقطعة لرئيسي الوزراء السابقين خالد بحاح وأحمد بن دغر وبعض أعضاء الحكومة .

و يرى المراقبون أن الإمارات بدأت مؤخراً بضرب "الشرعية" اليمنية ودفعها نحو الإعاقة السياسية، وهو ما جعل هذه الأخيرة تبدو عاجزة وتبحث خجولة عن مخرج هنا وهناك، حتى أن الرئيس هادي غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، بعد ضغوط سعودية تهدف إلى السيطرة على المهرة، وضغوط إماراتية من أجل الاستحواذ على محافظة شبوة إلى جانب سيطرتها على عدن وحضرموت، وهو ما دفع الرئيس هادي إلى التخلي عن رئيس حكومته الدكتور أحمد بن دغر الذي كان أبرز من وقف ضد هذه الضغوط التي تم ممارستها من قبل أدوات التحالف العربي في عدن، بعد تهديدات باقتحام المؤسسات الإيرادية واستكمال السيطرة على الأرض وفق ما دعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح.

وشهدت مدينة عدن نهاية يناير الفائت أحداثاً دامية بين قوات الحكومة وقوات أخرى موالية للإمارات وحلفائها "المجلس الانتقالي الجنوبي" اقتربت فيها القوات الموالية لأبو ظبي من القصر الرئاسي ، حيث تقيم حكومة بن دغر حينها ، قبل أن تتدخّل الرياض لفرض تهدئة، نجحت في احتواء التصعيد .

ووصف المراقبون تلك الأحداث بخطوة إماراتية إضافية لإضعاف الحكومة الشرعية ووجودها الهش في الأصل في المحافظات المحررة وخاصة عدن الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح المدعوم إماراتياً .

وأعلنت مصادر مطلعة آنذاك " أن الحكومة ستبقى في الرياض إلى أجل غير مسمى، لحين تسوية الأوضاع في عدن، وإعادة هيكلة العلاقة بين الحكومة الشرعية ودول التحالف، وتحديد الحدود الفاصلة بين الشراكة والتبعية" على حدّ تعبيرها.

وكان فريق خبراء من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة المعني باليمن أكد في تقرير له في يناير الماضي أن الدولة اليمنية لم يعد لها وجود، وأن "هناك دويلات متحاربة، وليس لدى أي من هذه الكيانات من الدعم السياسي أو القوة العسكرية، ما يمكنها من إعادة توحيد البلد أو تحقيق نصر في ميدان القتال".

وقال التقرير: "في الجنوب أُضعفت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، جراء انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي شكل مؤخراً ويدعو إلى إنشاء جنوب يمني مستقل. وهناك تحد آخر تواجهه الحكومة، وهو وجود قوات تعمل بالوكالة، تسلحها وتمولها الدول الاعضاء في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وتسعى إلى تحقيق أهداف خاصة بها في الميدان. ومما يزيد ديناميات المعركة تعقيدا وجود جماعات إرهابية، كتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وكلاهما يوجهان ضربات بصورة روتينية ضد أهداف حوثية وحكومية وأهداف تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية".

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي انتقل في فبراير 2015 إلى عدن وأعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد إثر سيطرة جماعة الحوثيين " أنصار الله " على العاصمة صنعاء .

إلا أنه اضطر بعد شهر فقط لمغادرة عدن، إذ كان الحوثيون قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على المدينة، وانتقل إلى الرياض.

وفي 26 مارس، أطلق التحالف عملية "عاصفة الحزم" التي كان من أهم أهدافها "إعادة الشرعية" إلى اليمن.

وفي يوليو 2015 ، تمكنت القوات الموالية لهادي، وبدعم جوي وبري من التحالف، من استعادة السيطرة على عدن، ومن ثم تباعا على مجمل المحافظات الجنوبية.

وتقود السعودية تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet