رئيس الانتقالي الجنوبي يتهم الإصلاح بتأخير الحسم ضد الحوثيين ويقول إن المقاومة الجنوبية اليوم بالساحل وصعـدة وغداً في صنعاء

عدن (ديبريفر)
2018-11-09 | منذ 5 سنة

عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي

Click here to read the story in English

اتهم عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، الخميس حزب الإصلاح (فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) بتأخير النصر وتأجيل الحسم العسكري في الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات .

وأكد الزبيدي في كلمة له في مناسبة الذكرى الأولى لتأسيس اللواء الأول مشاة في عدن ، إنه حان الوقت لإیقاف تجار الحروب، ومنعھم من استغلال الحرب الدائرة في البلاد ، ومحاسبتھم على تصرفاتھم التي أخّرت النصر، وأجّلت الحسم وكل ذلك من أجل مصالحھم الخاصة " .

وقال " یجب أن نعید البوصلة إلى مسارھا الصحیح لنكمل تحریر ما تبقى من ھذه الأرض، ولیُدفن مشروع إیران ومشروع الإرهاب والتطرف إلى الأبد".

وحيا الزبيدي "المقاتلين في ساحات الشرف بمختلف الجبهات العسكریة، الذين يخوضون معركة الدفاع عن المشروع العربي بقیادة المملكة العربیة السعودیة ودولة الإمارات العربیة المتحدة " .

وأضاف لقد " سجلتم انتصارات كبیرة كسرتم بھا شوكة إیران وذراعھا البغیض المتمثل في میلیشیات الحوثي الانقلابیة، وانتصرتم على الإرهاب والتطرف، وأثبتم للعالم أجمع أنكم قادرون على حمایة وطنكم والدفاع عنه".

وتابع خطابه للجنود قائلا " لقد خضتم ملحمة لن ینساھا التاریخ، رفعتم فیھا اسم الجنوب عالیاً، طردتم محتلاً جثم باستعماره على صدورنا أكثر من عقدین من الزمن، وضربتم مثالاً عظیماً في التضامن والتكاتف والدفاع العربي المشترك، ولقد علمتنا ھذه الحرب دروساً وقیماً یجب أن نتسلح بھا دائماً للتغلب على كل التحدیات والمخاطر والتهديدات التي ستواجهونها في المستقبل".

والمجلس الانتقالي الجنوبي، كيان مدعوم من الإمارات العربية المتحدة، وينضوي فيه قوى من جنوب اليمن تطالب بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن الشمالي والجنوبي، لكن المجلس لا يحظى بتأييد شعبي كامل في جنوب البلاد.

وعيدروس الزبيدي كان محافظاً لعدن وأقاله الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من منصبه في 27 أبريل 2017، ما دفعه إلى الإعلان يوم 11 مايو من العام نفسه عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وتشكيل قيادة له برئاسته.

وزعم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أن القوات التابعة للانتقالي ومعها قوات المقاومة الجنوبیة وبإسناد من دول التحالف العربي تخوض اليوم حرباً حقیقیة ضد الحوثیین والتنظیمات الإرھابیة والمتطرفة وعلى رأسھا داعش والقاعدة .. مجدداً التأكيد على " التزام الانتقالي الجنوبي ، بالاستمرار في خوض ھذه المعركة حتى النصر المتمثل في تحقیق أھداف عاصفتي الحزم، وإعادة الأمل إلى جانب أھدافنا الوطنیة العادلة".

واعتبر أن "المشاركة الفاعلة في ھذه المعارك ھو الوفاء الحقیقي لمن ساعدنا في تحریر أرضنا من الحوثیین، بالإضافة إلى أن ذلك یمثل حمایة حقیقیة لأمننا الوطني".

وخاطب الزبيدي دول التحالف العربي قائلا " نؤكد للأشقاء في دول التحالف العربي على جھوزیتنا لإسناد الجبھات القتالیة بقوات إضافیة متى ما طلب منا ذلك، فعلاقتنا بدول التحالف العربي وعلى رأسھا السعودیة والإمارات ، علاقة وثیقة وتعمدت بالدماء الطاھرة والتضحیات المشتركة، ولن تؤثر فیھا الخطابات الانھزامیة والھزیلة، فنحن لا نملك وقتاً لشرح ھذه التفاصیل، غیر أن جماعة الحوثي، تفھم وتعرف أفعالنا جیداً على الأرض ، بالأمس في الجنوب والیوم في الساحل الغربي وصعدة ومُریس وغداً في صنعاء".

يذكر أن المجلس الانتقالي الجنوبي تشكل إثر نزاع على السلطة بين الجنوبيين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أدى إلى تقويض جهود السعودية لتنسيق حملة عسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

ورفضت حكومة هادي تشكيل المجلس وقتها، وقالت إنه سيعمق الخلافات ويصب في مصلحة الحوثيين.

ويفرض المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، سيطرته العسكرية على مناطق واسعة في عدن، وحاول نهاية يناير الفائت، القيام بمحاولة انقلاب عسكري ضد الحكومة الشرعية في اليمن لكن المحاولة فشلت.

و كان الناشط السياسي الجنوبي البارز عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن لطفي شطارة، سخر أمس الأربعاء ، من القول بأن انفصال الجنوب عن الشمال سيؤدي إلى الاقتتال بين أبناء الجنوب، معتبراً ذلك "أمر عارٍ عن الصحة"، ومنوهاً إلى أن "المجلس يضم في قياداته كل محافظات الجنوب، وأن الجنوبيين موحَّدون أكثر من أي وقت مضى".

وقال شطارة في حوار مع موقع "إرم نيوز" الإماراتي إن " سببين عملا على تأخير الانتصار على الحوثيين، أولهما جيش الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وثانيهما خيانات حزب الإصلاح ".

وأكد أن " حزب الإصلاح لا يريد للتحالف العربي الانتصار، وذلك لأهدافه الخاصة بمستقبله السياسي، فقد عمل على تعثر انتصار كثير من الجبهات مثل تعز والبيضاء، عبر منع عناصره من المشاركة في القتال، كما أنه قام بتهريب السلاح إلى الحوثيين لدعم بقائهم ووجودهم".

وفيما يتعلق بدور الإصلاح وتأثيره على الحكومة الشرعية ، قال شطارة إن " الحزب تمكن من اختطاف الحكومة، وسيطر على قراراتها التي عطلت التنمية والاستقرار في الجنوب ".. مشيراً إلى أن الحكومة الشرعية عطلت الحياة في الجنوب من خلال ممارسات واضحة من قبل حزب الإصلاح، عبر إشغال الجنوبيين ببناء مؤسسات عسكرية تحت غطاء الشرعية، لكن تم القضاء على هذه المؤسسات والمعسكرات.

وأكد شطارة أن " الوضع في الجنوب الآن مستقر وهادئ، ولدينا دعم قوي من قوات التحالف العربي، الذي عمل على استقرار الجنوب أمنياً من خلال محاربة جادة لتنظيم القاعدة وتجفيف مواردها، وقد شاركت في هذه الحرب قوات النخبة وقوات الحزم الأمني ".

يذكر أن اتهامات عديدة تصاعدت في الآونة الأخيرة ، ضد حزب الإصلاح ، الذي يُعد فرعاً لجماعة الإخوان في اليمن، ويتعرض باستمرار لانتقادات لاذعة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية لدوره الذي يصفه منتقدوه بالـ"مشبوه" في العمليات العسكرية التي تخوضها قوات التحالف العربي وقوات ما يسمى "المقاومة" بتشكيلاتها المختلفة خصوصاً تخاذله في تحريك جبهات طوق العاصمة صنعاء "نهم، صرواح، والبيضاء" ، رغم أنه يمتلك أكبر ترسانة عسكرية بشرياً ولوجستياً يتجاوز عددها أكثر من 120 ألف مقاتل ، موالين لنائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر المقرب من الإصلاح ، وغالبيتهم قابعين في محافظة مأرب شمال شرق البلاد والتي يسيطر عليها الإصلاح .

ويرى مراقبون ومتابعون سياسيون يمنيون أن جزءاً كبيراً من قوات الحكومة المعترف بها دولياً والوحدات العسكرية التي تدين بالولاء للإخوان المسلمين، تسير وفق أجندات لا تخدم هزيمة الحوثيين.

وقالوا ": لم يكن لها تواجد في كل المعارك بجبهات الساحل الغربي بدءا من باب المندب وحتى المعارك الجارية حاليا على تخوم الحديدة، وبقيت قوات الشرعية تراوح مكانها في جبهات على بعد بضع كيلو مترات من العاصمة المحتلة صنعاء، وكذلك في مأرب والبيضاء وذمار".

وعزا المراقبون تأخر الحسم في معظم جبهات الشمال إلى رغبات وقناعات لدى مسؤولين عسكريين ومدنيين داخل حكومة الشرعية وفي مؤسسة الرئاسة اليمنية، إذ يسعون إلى إطالة الحرب وعدم تمكين الرئيس عبد ربه منصور هادي من أي نصر قد يعيد رسم خارطة سياسية جديدة لليمن، ومنها مشروع الأقاليم الستة الذي تعارضه وتتصدى له غالبية القوى السياسية الشمالية.

ويقول سياسيون إن " المقاومة الجنوبية المدعومة من التحالف العربي هي القوة الحقيقية التي غيرت موازين الحرب على الأرض اليمنية وقبل ذلك في الجنوب، فجعلت المعارك مع الحوثيين متكافئة وتسير بنوع من النظامية، بعد أن كان الحوثيون بدؤوا معاركهم عبثية تسيّرها مليشيات دون اتباع أية تكتيكات كتلك التي تتبعها الجيوش النظامية" .

ويعيش اليمن منذ مايزيد عن ثلاث سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص في داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet