الغارديان البريطانية : معاناة المدنيين في اليمن جريمة

لندن ( ديبريفر)
2018-11-12 | منذ 5 سنة

Click here to read the story in English

وصفت صحيفة الغارديان البريطانية يوم الاثنين معاناة المدنيين في اليمن بالصادمة، موضحة أن معاناة المدنيين ليست فقط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بل إنها جريمة.

وقالت الغارديان في افتتاحيتها إن الغرب لا يمكنه الاستمرار بغض النظر عما يحدث فيها ، فالبلد بأكمله أضحى في "حالة فوضة كاملة" .

وأوضحت أن نصف سكان اليمن البالغ عددهم 22 مليون نسمة على شفا الموت جوعاً، و1.8 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

وأضافت أنه بالنسبة للكثيرين فقد فات الآوان بالفعل، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تتوقع أن يشهد اليمن أسوأ مجاعة على مدار قرن .

وسبق أن حذرت الأمم المتحدة من المجاعة في البلاد قبل اندلاع الحرب أي قبل حوالي أربع سنوات، وكان اليمن حينها يستورد تقريباً كل طعامه، وقد تدهورت الأوضاع منذ ذلك الحين بشكل لا يمكن تصوره.

وأشارت الغارديان إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت الشهر الماضي من أن هناك نحو 10 آلاف إصابة بالكوليرا أسبوعيا في اليمن، إلا أن البعض يقدر أن الرقم الحقيقي هو خمسة أضعاف هذا الرقم.

وأردفت بالقول إن الصراع بدأ في اليمن عندما شن التحالف بقيادة السعودية مواجهة مع الحوثيين الذين أطاحوا بالرئيس اليمني المعترف به دولياً مما أدى إلى تصاعد الأزمة في البلاد وغذى التطرف والحركة الانفصالية الجنوبية.

وتابعت أن هذه العوامل تؤكد أن التوصل للسلام في اليمن أصعب من أي وقت مضى .

وقالت الصحيفة البريطانية إن العنف اشتد في البلاد منذ دعوة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار الشهر الماضي، ودفع القتال الدائر في ميناء الحديدة هذا الأسبوع، مبعوث الأمم المتحدة إلى تأجيل المباحثات حتى نهاية العام الجاري.

واتهمت الصحيفة الحوثيين - المدعومين من إيران- بمنع دخول المساعدات إلى اليمن واستخدموا المدنيين كدروع بشرية، كما دفعوا بعناصرهم للتمركز في مستشفى، ولم يتبق إلا مستشفى واحد يعمل في الحديدة.

ولفتت إلى أن قوات التحالف تحاصر الميناء - الذي كان يستقبل 80 في المئة من الواردات كما أنها تنفذ الضربات الجوية الضخمة التي أودت مؤخراً بحياة 40 طفلاً كانوا في حافلة مدرسية.

وختمت بالقول إن كل هذا كان له تأثير ضئيل وتطلب الأمر قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول لدفع واشنطن لإصدار قرار بوقف اطلاق النار .

وذكرت الصحيفة أن بريطانيا تقترب على الأقل من اتخاذ موقف أقوى وذلك بعدما أنهت معارضتها لمجلس الأمن الدولي في طرح قرار يهدف إلى وضع مزيد من الضغوط على السعودية والحوثيين لإنهاء القتال والسماح بتقديم المساعدات .

واستدركت الصحيفة قائلة : "لكن إلى أن تتوقف بريطانيا عن بيع الأسلحة للرياض ومشاركتها المعلومات الاستخباراتية، سنظل متواطئين في الجريمة "

ويعيش اليمن منذ مايزيد عن ثلاث سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

ويشن التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية، لدعم القوات التابعة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي منذ 26 مارس 2015 ، لاستعادة العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية التي لازالت تحت سيطرة الحوثيين، منذ أن استولوا عليها أواخر عام 2014.

وتتهم الحكومة اليمنية والتحالف والولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية وعربية، الحوثيين بتلقي مساعدات عسكرية متنوعة من ايران، ويعملون لحسابها على زعزعة أمن المنطقة، وهو ما ينفيه الحوثيون وطهران.

و بحسب الأمم المتحدة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ سقط آلاف القتلى وأصيب عدد كبير غالبيتهم نتيجة غارات طيران التحالف، فيما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet