Click here to read the story in English
أقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء اليوم الاثنين، قيادات كبيرة في حزب التجمع اليمني للإصلاح (فرع الاخوان المسلمين في اليمن) في أول تعديل بحكومة الدكتور معين عبدالملك سعيد المعترف بها دولياً.
وأطاح الرئيس هادي بالأمين العام المساعد لحزب الإصلاح الدكتور محمد سعيد السعدي من وزارة التخطيط والتعاون الدولي، والقيادي البارز في الحزب الدكتور عبدالله محسن الاكوع من وزارة الكهرباء والطاقة، بالإضافة إلى محافظ شبوة اللواء علي بن راشد الحارثي، المقرب حزب الإصلاح ونائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر الموالي للحزب ذاته.
ووفقاً للقرارات التي نشرتها وكالة الانباء "سبأ" بنسختها في الرياض وعدن التابعة للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، نصت التعديل الحكومي، على تعيين الدكتور نجيب منصور حميد العوج وزيراً للتخطيط بدلاً عن الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح، وتعيين المهندس محمد عبدالله صالح ناصر العناني وزيراً للكهرباء والطاقة، بدلاً عن القيادي البارز في الحزب الدكتور عبدالله الاكوع والذي تربطه صله مصاهره بأمين عام حزب الإصلاح عبدالوهاب الانسي.
وتضمنت قرارات الرئيس هادي، تعيين علي هيثم عبدالله وزيراً للعدل خلفاً للقاضي جمال عمر الذي توفي قبل أكثر من أسبوع في أحد المستشفيات بروسيا الاتحادية، وكذا تعيين أنيس عوض حسن باحارثة مديراً لمكتب رئيس مجلس الوزراء بدلا عن علي النعيمي الذي عينه رئيس الوزراء السابق أحمد بن دغر منتصف سبتمبر الماضي.
وعيّن الرئيس اليمني، محمد صالح بن عديو محافظاً لمحافظة شبوة، بدلاً عن اللواء علي الحارثي المقرب حزب الإصلاح ونائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر الموالي للحزب. ويعد الحارثي من أهم القيادات العسكرية التي لعبت دوراً بارزاً في قيادة بعض فصائل ما يسمى "الجيش الوطني" الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح، وذلك في مواجهة قوات جماعة الحوثيين (انصار الله) في ذات المحافظة.
وأصدر هادي قراراً بتعيين القياديين "الأخوانيين" المهندس عبدالله الأكوع، والدكتور محمد السعدي، بالإضافة إلى اللواء علي الحارثي، والدكتور منصور البطاني، أعضاء في مجلس الشورى.
كما عيّن الرئيس اليمني، سالم صالح بن بريك نائباً لوزير المالية، والمهندس عبدالله أحمد محمد هاجر نائباً لوزير الكهرباء والطاقة.
تأتي هذه التعيينات في الحكومة اليمنية "الشرعية"، بعد 40 يوماً من قرار هادي بتعيين الدكتور معين عبدالملك سعيد، رئيساً لهذه الحكومة خلفاً للدكتور أحمد عبيد بن دغر، الذي أعفاه الرئيس اليمني من رئاستها وأحاله للتحقيق في سابقة هي الأولى من نوعها في اليمن.
وعيّن الرئيس هادي الدكتور معين رئيساً للحكومة لكنه لم يكلفه بتشكيل حكومة جديدة، إذ نص قراره الصادر في 15 أكتوبر الماضي باستمرار أعضاء الحكومة في أداء مهامهم وفقاً لقرار تعيينهم.
ولم تتحدث وكالة الأنباء "سبأ" التابعة للحكومة "الشرعية" عن ما إذا كان الرئيس هادي قد عاد إلى مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض أم أنه لا يزال في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتلقى العلاج، بينما ذكرت مصادر إعلامية أن الرئيس اليمني في طريق عودته إلى الرياض.
ويرى مراقبون أن هادي بقرارته الجديدة، يسعى لتقليص نفوذ وسيطرة حزب الإصلاح (فرع الاخوان المسلمين في اليمن) على حكومته سيما مع تزايد الشكوك والاتهامات الموجهة للحزب حول جديته في الحرب ضد الحوثيين الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
وتمكن حزب الإصلاح من فرض سيطرته على مفاصل عديدة في "الشرعية" اليمنية والتوغل أكثر في المؤسسات الرئاسية والحكومية منذ بدء الأزمة في اليمن، مستغلاً الحرب الدائرة في البلاد، وهو ما أثار اعتراضات أطراف عديدة محلية وخارجية في إطار التحالف الداعم لحكومة هادي بقيادة السعودية.
ويعيش اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.