اليمن.. حكومة "الشرعية" تهدد بالحسم العسكري إن فشلت مشاورات السويد ورئيس وفد الحوثيين يدعو قواته للحذر

عدن (ديبريفر)
2018-12-06 | منذ 5 سنة

الدكتور معين عبدالملك رئيس حكومة

Click here to read the story in English

هدد رئيس الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، الدكتور معين عبدالملك، جماعة الحوثيين (أنصار الله) التي تسيطر على أجزاء واسعة من شمال البلاد بما فيها العاصمة صنعاء، بالحسم العسكري إذا فشلت  مشاورات التسوية، بين أطراف الصراع المستمر في اليمن منذ قرابة أربع سنوات والتي انطلقت اليوم الخميس في السويد برعاية الأمم المتحدة، فيما جدد رئيس وفد الحوثيين إلى المشاورات، محمد عبدالسلام، دعوته لقواته بالتحلي باليقظة والحذر إزاء تصعيد خصومها.

وقال رئيس الحكومة اليمنية "الشرعية" في تصريح لصحيفة "البيان" الإماراتية اليوم الخميس، إن حكومته جادة في السلام، كما أنها جاهزة للحسم العسكري إذا تعذر السلام.. معتبراً أن نجاح مفاوضات السويد يتوقف بنسبة كبيرة على نية جماعة الحوثيين وقناعاتها بوقف معاناة الشعب اليمني، على الصعيد الإنساني والاقتصادي.

وأضاف: "إن الحكم على جدية الميليشيا (الحوثيين) يستند إلى تاريخها وخطابها وسلوكها منذ نشأتها كتنظيم إرهابي مسلح يدار بأيدي إيران، ولأجل مصالح إيران، مروراً بتحويلها كل هدنة إلى فرصة للاستعداد للحرب، وصولاً إلى ممارستها اليومية المعلنة من حفر خنادق، وتوسع مرعب في زراعة الألغام، وإصرار وحشي على تجنيد الأطفال".

وأعتبر أن "كل هذه السلوكيات تجعل الشك هو الموقف العاقل من جدية الميليشيا، بل تشكّل تهديداً حقيقياً على الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث".

وذكر الدكتور عبدالملك أن الحكومة اليمنية "الشرعية" جادة في السعي نحو السلام، وأن خيارها الأول هو حفظ الدم اليمني، وحفظ كيان الدولة الوطنية وسيادتها، حد تعبيره.

وشدد على أن "المرجعيات الثلاث للحل السياسي في اليمن هي الأساس والضامن للخروج من الحرب إلى مسار يقود إلى حل شامل ينهي الانقلاب، ويستعيد الدولة، ويحفظ بنيتها الوطنية وديمقراطية الحكم".

ونوه رئيس الوزراء اليمني بجهود دول التحالف العربي، وفي مقدمتها والإمارات، "عسكرياً وإنسانياً وتنموياً"، وقال: "لولا هذا الدعم لكانت النتائج كارثية على اليمن والمنطقة، وهو ما عاق خطوات إيران لتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي".

على الجانب الآخر، جدد رئيس وفد جماعة الحوثيين (أنصار الله) إلى مشاورات السويد، والناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، اليوم الخميس، دعوته لقوات جماعته بـ"التحلي باليقظة والحذر في ظل استمرار تصعيد" المعارك في جبهات القتال في اليمن.

ونقلت قناة المسيرة التابعة للحوثيين عن عبدالسلام، عقب افتتاح مشاورات السلام في السويد اليوم، تأكيده في تصريح مقتضب، حرص وفده "على رفع معاناة الشعب، والحفاظ على سيادة واستقلال اليمن" حد تعبيره.

وكان رئيس وفد الحوثيين إلى المشاورات أكد أمس الأول الثلاثاء، أن وفده "لن يدخر جهدا لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب العدوانية وفك الحصار"، داعياً قواته لليقظة تجاه "تصعيد العدوان الذي شهدته الجبهات، بالتزامن مع بدء المشاورات".

تأتي هذه التصريحات في وقت انطلقت مشاورات السلام اليمنية في منطقة ريمبو على بعد نحو 60 كيلو مترا شمال العاصمة السويدية ستوكهولم، اليوم الخميس، بحضور وفدي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين.

وأكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية السويد مارجوت فالستروم مع بدء المشاورات أن النزاع في اليمن قابل للحل إذا توفرت الإرادة السياسية، وأن هناك جهد دولي كبير لإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة أربع سنوات في هذا البلد الفقير.

وأعرب عن أمله في أن تفضي هذه المشاورات إلى تحقيق تقدم ملموس لمصلحة اليمنيين وتخفيف المعاناة عنهم، وقال: " آمل في التوصل لاتفاق بشأن تخفيف تصعيد الحرب، ليس هناك شك بأن مستقبل اليمن بيد المشاركين في المشاورات".

ومنذ قرابة أربع سنوات، يعيش اليمن صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.

وخلّفت الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 14 مليون شخص، أو نصف سكان اليمن، قد يواجهون قريبا مجاعة، فيما تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن نحو 1.8 مليون طفل يعانون من سوء التغذية.

وأدى الصراع الدامي إلى  مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet