الاتحاد الأوروبي يحذر من مخاطر الهجوم التركي على شمال سوريا

بروكسل (ديبريفر)
2018-12-15 | منذ 5 سنة

Click here to read the story in English

حذر الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت، من مخاطر وتداعيات إعلان تركيا عن نيتها شن عملية عسكرية، ضد قوات كردية متحالفة مع واشنطن في شمال شرق سوريا.

وعبر بيان صادر عن المفوضية السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، عن أمله في أن تتراجع أنقرة عن قرارها لما يمثله من مخاطرة في جلب مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

واعتبرت المفوضية الأوروبية أن العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال شرق سوريا هي مصدر قلق، مؤكدة سعي الاتحاد الأوروبي إلى وضع حد للعنف والقضاء على الإرهاب والإسهام في استعادة الاستقرار بسوريا والمنطقة عموما.

وأضافت: "ولذلك نتوقع من السلطات التركية أن تمتنع عن أي خطوات أحادية الجانب قد تنسف جهود التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتهدد بتعميق حالة عدم الاستقرار في سوريا، سيما أن المعركة ضد داعش دخلت في مراحلها النهائية".

وذكر البيان على الموقع الرسمي للمفوضية الأوروبية بأن التنفيذ السريع لخارطة الطريق المتفق عليها بين تركيا وواشنطن بشأن منبج، يعد أمرا أساسياً.

وجدد الاتحاد الأوروبي التأكيد على أن أي حل دائم للنزاع السوري يتطلب انتقالا سياسيا حقيقيا يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبيان جنيف لعام 2012 ، كواحدة من الدول الضامنة لعملية أستانا، تتحمل تركيا مسؤولية خاصة ،  ونتوقع من جميع الأطراف احترام التزاماتها الدولية في جميع الأوقات لحماية المدنيين".

والأربعاء الماضي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، عزمه البدء بعملية عسكرية في منطقة شرق الفرات، التي يسيطر عليها الأكراد شرقي نهر الفرات في شمال شرق سوريا، خلال أيام.

من جهتها حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من القيام بأي إجراء عسكري أحادي الجانب في شمال سوريا، وذلك بعد إعلان تركيا عن عملية عسكرية مرتقبة ضد الأكراد في المنطقة التي تدعمها واشنطن بقوات على الأرض.

وقال شون روبتسون، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يوم الأربعاء، إن أي إجراء أحادي الجانب لأي طرف شمال شرقي سوريا يمثل "مصدر قلق شديد وغير مقبول"، محذراً من أنه قد يعرض قوات أمريكية في المنطقة لمخاطر.

كما حذرت فرنسا ومصر، الخميس الماضي، من "خطورة التصعيد" في شمال شرقي سوريا.

أمس الجمعة ، عاد  الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التأكيد على  إن بلاده سوف تدخل إلى مدينة منبج في سوريا، ما لم تخرج أمريكا المسلحين الأكراد منها.

وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن، البلدين الحليفين في الحلف الأطلسي الناتو بسبب خلافات تتعلق بسوريا.

ودعمت واشنطن وحدات حماية الشعب في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بينما تقول تركيا إن الفصيل الكردي منظمة إرهابية وامتداد لحزب العمال الكردستاني.

وتشكو الولايات المتحدة منذ فترة طويلة من أن التوتر بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية التي تشمل وحدات حماية الشعب الكردية السورية أبطأ في بعض الأوقات التقدم في محاربة التنظيم المتشدد.

وهددت تركيا مراراً بشن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في منبج على غرار الهجوم الذي مكّنها من السيطرة على منطقة عفرين السورية ذات الغالبية الكردية، ما أثار توتراً مع واشنطن نتج عنه التوصل إلى "خارطة الطريق" بشأن منبج.

واتفقت الولايات المتحدة وتركيا في يونيو الماضي على "خارطة طريق" بشأن منبج، المدينة ذات الغالبية السكانية العربية والواقعة على بعد 30 كلم من الحدود التركية والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المعارضة المدعومة من واشنطن، وتنتشر فيها أيضا قوات أمريكية وفرنسية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وبموجب الاتفاق الأمريكي التركي تنسحب قوات مسلحة كردية تدعى "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية من مدينة منبج، فيما ستقوم قوات تركية وأمريكية بالحفاظ على الأمن والاستقرار فيها.

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ، أواخر نوفمبر الفائت ،  أن الولايات المتحدة ستقيم نقاط مراقبة على الحدود الشمالية لسوريا للحد من التوتر بين تركيا وأكراد سوريا حلفاء التحالف الدولي المناهض للجماعات الإسلامية الجهادية المتشددة.. مؤكد ان إقامة تلك المواقع للمساعدة في إبقاء التركيز على تطهير آخر معاقل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأوضح أن الهدف هو التأكد من أن قوات سوريا الديموقراطية، وهو تحالف فصائل كردية وعربية يدعمه التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لن تنسحب من المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية و"لنتمكن من سحق ما تبقى من الخلافة الجغرافية".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet