Click here to read the story in English
أكد مسؤولون إيرانيون كبار ، اليوم الأربعاء ، على ضرورة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ، وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
واعتبر علي أكبر ولايتي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ، أن على القوات الأمريكية مغادرة سوريا سواء أرادوا ذلك أم لا.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء ، عن ولايتي خلال اجتماع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في طهران قوله ”الآن 90 بالمائة من الأراضي السورية تحت سيطرة الحكومة وسيحرر الجيش السوري الباقي قريباً.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقاءه المعلم إن السلام في سوريا يمثل أولوية السياسة الخارجية الإيرانية .. مؤكداً أن أحد الأهداف المهمة للسياسة الإقليمية والخارجية للجمهورية الإسلامية هو الاستقرار والأمن التام في سوريا ، وتهيئة الظروف الطبيعية في سوريا وعودة أهل هذا البلد إلى حياتهم الطبيعية.
وتمتلك إيران وجوداً عسكرياً في سوريا في إطار دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد، وتعرضت مواقع الحرس الثوري الإيراني هناك لغارات إسرائيلية عديدة على مدى الأشهر الماضية.
وتدعم طهران ومعها موسكو وحزب الله اللبناني بقوة النظام السوري، وساهم تدخلهم العسكري المباشر في الحرب منذ عام 2015، في تغيير موازين القوى على الأرض لصالح النظام الذي خسر في السنوات الأولى مساحة واسعة من الأراضي.
ويخشى الغرب من أن تؤدي خطة ترامب سحب نحو ألفي جندي من سوريا إلى تعزيز نفوذ طهران، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب المستمرة منذ نحو ثماني سنوات، وأيضاً أن تسمح لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بإعادة تنظيم صفوفهم.
وأُنشأت الولايات المتحدة، قاعدة التنف العسكرية في ريف حمص المحاطة بمناطق صحراوية، وذلك لقيادة تحالف دولي لإخراج متشددي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذين كانوا يسيطرون في وقت من الأوقات على مناطق في شرقي سوريا بمحاذاة الحدود مع العراق.
وبعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية، وجهت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضربات لمسلحين تدعمهم إيران في عدة مناسبات لمنعهم من التقدم صوب المنطقة في ما وصفته واشنطن بأنه دفاع عن النفس.
وتنشر الولايات المتحدة أكثر من ألفين من قواتها في قاعدة التنف العسكرية، ويتركز الجزء الأكبر منها في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمالي سوريا، وجزء أقل في قاعدة التنف العسكرية في ريف حمص.
وتقع التنف على طريق سريع استراتيجي يربط دمشق ببغداد وكان في وقت من الأوقات طريق إمداد رئيسي للأسلحة الإيرانية إلى سوريا.
ويجعل ذلك من القاعدة العسكرية حصناً ضد إيران وجزءاً من حملة أوسع لمواجهة التوسع العسكري الإيراني في الشرق الأوسط ، فيما تهدف الحكومة السورية وحليفتيها روسيا وإيران إلى السيطرة على تلك المنطقة منذ فترة طويلة.
ودعت روسيا والحكومة السورية وإيران مراراً، واشنطن لسحب قواتها من قاعدة التنف، حيث أعلنت عن منطقة نصف قطرها 55 كيلومترا محظورة على الأطراف الأخرى باعتبارها "منطقة عدم اشتباك".
صواريخ أرض بحر
إلى ذلك أعلن الأميرال محمود موسوي مساعد القائد العام للجيش الإيراني لشؤون العمليات ، اليوم الأربعاء ، إن إيران تعتزم زيادة مدى صواريخها من طراز أرض-بحر عن 300 كيلو متر قريباً .
وقال موسوي، خلال كلمته في لقاء للقوات المسلحة الإيرانية: ” لم يكن لدينا قبل الثورة صواريخ من طراز ساحل – بحر، فيما اليوم نمتلك هذه الصواريخ وبمدى يصل إلى 300 كلم.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن موسوي قوله إن الجيش يعمل منذ انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988) على الارتقاء بقدراته التي لم تكن توجد قبل الثورة من خلال تصميم وتصنيع الصواريخ الرادعة المختلفة.
ووسعت إيران برنامجها الصاروخي، خاصة صواريخها الباليستية، في تحد لاعتراض الولايات المتحدة وللقلق الذي أبدته دول أوروبية.
ولعدم قدرتها على استيراد الكثير من الأسلحة بسبب العقوبات الدولية وحظر السلاح، طورت إيران صناعة أسلحة محلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع العتاد العسكري، وكثيراً ما تعلن عن تصنيع أسلحة تقول إنه يمكنها مضاهاة المنظومات الغربية المتقدمة.
وحددت إيران طوعاً مدى صواريخها بألفي كيلومتر، ما يكفي لتصل إلى إسرائيل والقواعد الغربية في الشرق الأوسط ، لكن واشنطن وحلفاءها اتهموا طهران بمواصلة تعزيز قدراتها الصاروخية التي تشكل تهديدا لأوروبا.
وتقول إيران، التي تحظى بدعم روسي في مجلس الأمن، إن البرنامج الصاروخي دفاعي تماماً ،لكن خبراء غربيين يشتبهون في أنه ربما يكون غطاء لتطوير تكنولوجيا صواريخ حربية.
ودعا الاتحاد الأوروبي ، يوم الاثنين ، إيران إلى الوقف الفوري لتطوير قدرات إطلاق الصواريخ البالستية إلى الفضاء ، والتي يمكن أن تحمل رؤوساً نووية، وذلك بعد أن أعلنت طهران عزمها إطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء في الأسابيع القادمة .
وأعرب الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك ، عن قلقه الشديد من إطلاق إيران صواريخ باليسيتة ومن الاختبارات التي تجريها على تلك الصواريخ .. داعياً طهران إلى الأحجام عن تلك الأنشطة التي زادت من الارتياب وزعزعة الاستقرار في المنطقة وتزيد من انعدام الثقة.
وأكدت دول الاتحاد الأوروبي ، أن إيران تواصل جهودها الرامية لزيادة مدى ودقة صواريخها إلى جانب زيادة عدد الاختبارات وعمليات الإطلاق، التي تجري على أراضي العديد من الدول الأعضاء في التكتل.
وذكر البيان ، بأن دول الاتحاد الأوروبي قررت إدراج أشخاص وكيان إيراني على قائمته للعقوبات على خلفية تهديد أمن دول أوروبية.
وكان وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي قد أعلن ، السبت ، عن صاروخ كروز جديد بعيد المدى، وسط تصاعد التحذيرات الأوروبية والأمريكية بفرض عقوبات عليها رداً على برنامجها للصواريخ الباليستية.
وقال حاتمي في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني ، حينها ، أن الصاروخ الجديد يأتي بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الأربعين للثورة الإسلامية أطلق عليه "هويزه" صُمم وصنع على يد خبراء ومتخصصي المنظمة الجوية الفضائية التابعة لوزارة الدفاع .. مشيراً إلى أن مداه يبلغ أكثر من 1350 كيلومترا، ويستخدم ضد الأهداف الأرضية الثابتة.
ويؤكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ، أن طهران ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية يوماً بعد يوم ، معتبراً أن مخاوف الولايات المتحدة يدل على أنها الأسلحة الأكثر فاعلية .