Click here to read the story in English
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ، اليوم الأربعاء ، أن موسكو ستنسحب رسمياً من معاهدة الحد من الصواريخ والأسلحة النووية المتوسطة المدى المبرمة مع واشنطن إبان الحرب الباردة عام 1987، خلال 6 أشهر ، ضمن ردها المناسب على انسحاب الولايات المتحدة من هذه المعاهدة الرئيسية.
وقال لافروف في تصريحات أدلى بها من عاصمة تركمانستان عشق آباد ، أن الرئيس فلاديمير بوتين حدد موقف موسكو ومفاده أن روسيا سترد بشكل مماثل تماماً .
وأوضح أن "الأمريكان علقوا التزامهم بالمعاهدة، وفعلنا نفس الشيء، وعند انتهاء مهلة الأشهر الستة المنصوص عليها في المعاهدة، ونتيجة للمذكرة الرسمية الأمريكية بانسحاب واشنطن من المعاهدة، سننهي سريانها من جهتنا" .
وفي يوم السبت ، أعلن الرئيس بوتين ، تعليق العمل بمعاهدة الحد من الصواريخ والأسلحة النووية المتوسطة المدى الموقعة مع واشنطن .
وقال بيان للكرملين أن قرار بوتين جاء رداً على إعلان البيت الأبيض ، الجمعة ، تعليق العمل بمعاهدة القوى النووية المتوسطة الموقعة مع روسيا، بحجة انتهاك موسكو للمعاهدة .
وتتهم واشنطن، ويدعمها حلفاؤها في حلف شمال الأطلسي، موسكو بتطوير صواريخ كروز متوسطة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية ويمكنها ضرب مدن أوروبية ، مما يمثل انتهاكاً للمعاهدة المبرمة إبان سنوات الحرب الباردة ، والتي قضت ببقاء مثل هذه الصواريخ خارج أوروبا.
وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الليلة الماضية ، أن تتفوق بلاده على روسيا في الإنفاق على برامج الصواريخ في غياب اتفاق دوليّ جديد بعد أن انسحب من معاهدة رئيسية تنظم المسألة تعود لحقبة الحرب الباردة.
وجاءت تصريحات ترامب وسط مخاوف من اندلاع سباق تسلح بين الولايات المتحدة وروسيا، بعد ساعات من تعهد موسكو تطوير منظومتين جديدتين من الصواريخ خلال السنتين المقبلتين.
وأبلغ ترامب نواب البرلمان في مجلس الشيوخ أنه “خلال إدارتي، لن نعتذر أبدا عن وضع مصالح أميركا أولا”.. مشيراً إلى إمكانية التفاوض "من أجل اتفاق مختلف بإضافة الصين وآخرين، أو ربما لن نستطيع ، وفي هذه الحالة سنتفوق بالإنفاق والتطوير على كل الآخرين بفراق كبير".
مساء الجمعة ، أعلن الرئيس ترامب في بيان ، أنه ابتداءً من يوم السبت فإن “الولايات المتحدة ستعلق كافة التزاماتها بمعاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة والبدء في عملية الانسحاب من المعاهدة والتي ستكتمل خلال ستة أشهر، إلا إذا عادت روسيا للالتزام بالمعاهدة وتدمير جميع الصواريخ والمنصات والمعدات التي تنتهكها”.
وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة التزمت بالمعاهدة بشكل كامل لمدة تزيد عن 30 عاماً، ولكننا لن نبقى مقيدين ببنودها فيما لا تفعل روسيا ذلك".
وتتهم روسيا الولايات المتحدة باختلاق حجة واهية للخروج من المعاهدة التي تريد الانسحاب منها في جميع الأحوال لتطوير صواريخ جديدة.
وتحظر هذه المعاهدة الثنائية الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي تطلق من البر، ولكن ليس الصواريخ التي تطلق من الجو أو البحر.
كما تحظر المعاهدة على الولايات المتحدة وروسيا امتلاك أو إنتاج أو اختبار إطلاق صاروخ كروز من الأرض يتراوح مداه بين 500 و5500 كيلومتر وكذلك امتلاك أو إنتاج قاذفات لمثل هذه الصواريخ.
ويرى خبراء أن تخلي الولايات المتحدة وروسيا عن المعاهدة يوجه ضربة قاسية لنظام ضبط الأسلحة عالميا وللأمن الدولي.
وتنتهي مهلة العمل بآخر معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا حول خفض الترسانات النووية " معاهدة ستارت الجديدة " في 2021 ، ويتوقع معظم المحللين عدم تجديدها.
وكان الرئيس الروسي بوتين، قد أكد في أواخر نوفمبر الماضي، أن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة القضاء على الصواريخ متوسطة المدى وقصيرة المدى لا يمكن أن يبقى من دون رد روسي ، محذراً أن انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة سيطلق سباق تسلح جديد.
صاروخ روسي متعدد الرؤوس
في ذات السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إطلاق ناجح لصاروخ متعدد الرؤوس عابر للقارات من طراز RS-24 “يارس″، من مطار “بليسيتسك” الفضائي شمال غربي البلاد، وإصابة أهدافه بدقة.
وقالت الوزارة الروسية، في بيان، أن “الرؤوس التدريبية للصاروخ أصابت أهدافها بدقة في ميدان الرماية (كورا) بشبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى الروسي قاطعة آلاف الكيلو مترات”،.
وأضافت أنه “في تمام الساعة 11:31 من ظهر اليوم بتوقيت موسكو (08:31 ت.غ) تم إطلاق تدريبي قتالي لصاروخ متعدد الرؤوس عابر للقارات من منصة متحركة في مطار بليسيتسك الفضائي ، وفقا لما أوردته قناة “روسيا اليوم”.
وتأتي هذه الخطوة، عقب إطلاق موسكو في أواخر ديسمبر الماضي، صاروخ عابر للقارات أسرع من الصوت، وصفته بأنه “صاروخ لا يقهر، ولا تستطيع أي من أنظمة الدفاع الجوي الحالية إسقاطه”.
أمس الثلاثاء أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ، أن موسكو ستقوم بحلول العام 2021، بتطوير صواريخ متوسطة المدى محظورة بموجب معاهدة الحد من الصواريخ والأسلحة النووية المتوسطة.
وقال شويغو في اجتماع مع مسؤولين في وزارة الدفاع ، أن روسيا ستقوم بتطوير صاروخ موجه أرضي جديد يطلق براً من منظومة كاليبر التي تطلق من البحر وتكون مزودة بصاروخ كروز بعيد المدى الذي أظهر نتائج جيدة في سوريا ، بالإضافة إلى تطوير صاروخ يطلق من البر تفوق سرعته سرعة الصوت بخمس مرات أو أكثر قبل عام 2021 رداً على اعتزام واشنطن الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الوزير شويغو تأكيده على ضرورة قيام موسكو خلال عامي 2019-2020 بتطوير صواريخ جديدة .
وأكد وزير الدفاع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على خطط تطوير الصواريخ الجديدة ، وأنه أمر الجيش ببدء العمل على تطوير نظامين صاروخيين جديدين وضمان استكمال العمل بحلول 2021.. موضحاً أن استخدام صواريخ تطلق من البحر ومن الجو سيسمح لموسكو بشكل كبير تقليص الوقت الضروري لإنتاج الصواريخ الجديدة وكذلك تمويل تطويرها.