Click here to read the story in English
جدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو معارضة أنقرة بأن تكون ”المنطقة الآمنة“ المقرر إقامتها في شمال سوريا قاعدة للانفصاليين الأكراد.
وقال أوغلو ، الليلة الماضية ، في مؤتمر صحفي في واشنطن بعد اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش ، إن العمل على تطبيق اتفاق بين تركيا والولايات المتحدة بخصوص بلدة منبج السورية تسارع في الآونة الأخيرة .. مشيراً إلى أن مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية لا يزالون في البلدة.
وذكر وزير الخارجية التركي أنه لا توجد تفاصيل واضحة تذكر بشأن منطقة آمنة محتملة تأمل تركيا في إقامتها داخل سوريا.. مؤكداً دعم بلاده لمنطقة آمنة تساهم في إزالة مخاوف تركيا الأمنية في تلك المناطق .. لافتاً إلى أن فكرة إنشاء مثل هذه المنطقة بدأت أولا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقوبلت برفض من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وجدد جاويش أوغلو التصريح بأن أنقرة ستعارض أي منطقة آمنة سيتمتع فيها ”الإرهابيون“ بحماية ، في إشارة إلى القوات المسلحة الكردية التي تصنفها أنقرة كـ "جماعة إرهابية" وامتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
في ٢١ يناير الماضي ، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، أن تركيا لن تسمح بأن تصبح ”منطقة آمنة“ تفكر في إقامتها في شمال سوريا قاعدة للانفصاليين الأكراد.
وأوضح أردوغان أن تركيا ستعمل مع كل من يرغب في تزويدها بدعم لوجيستي للمنطقة الآمنة المزمعة .. ولكنه أشار إلى أنها ستتخذ إجراءات فيما يتعلق بسوريا إذا لم يكن هناك وفاء بالتعهدات التي تلقتها أنقرة.
وقال الرئيس التركي " لا نتحدث عن منطقة آمنة (كحماية) من تركيا وإنما منطقة لإبعاد "الإرهابيين" ، مكرراً تأكيده بأن بلاده لن تسمح أبداً بمنطقة آمنة تتحول إلى مستنقع جديد ضد تركيا مثل ذلك الموجود في شمال العراق.
وتقع منبج في شمال شرق محافظة حلب شمالي سوريا، على بعد 30 كلم غرب نهر الفرات على الحدود التركية، و80 كلم من مدينة حلب. وفي تعداد عام 2004 الذي أجراه المكتب المركزي للإحصاء، كان عدد سكان منبج حوالي 100 ألف نسمة.
ولطالما أثار مصير مدينة منبج في محافظة حلب، المدينة ذات الغالبية السكانية العربية والواقعة على بعد 30 كلم من الحدود التركية والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المعارضة المدعومة من واشنطن، توتراً بين أنقرة التي هددت باقتحامها، وواشنطن الداعمة للقوات الكردية، قبل أن يعلن الرئيس دونالد ترامب في 20 ديسمبر الفائت قراره المفاجئ سحب قواته من سوريا والبالغ عددهم ألفين جندي .
وتنتشر في منبج أيضاً قوات أمريكية وفرنسية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ، وسط انتقادات من بعض الجمهوريين ومخاوف الحلفاء وبعض القادة العسكريين الأمريكيين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن ، منتصف يناير الماضي ، أن بلاده تنوي إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري بعمق 20 ميلا، فيما كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إثر محادثة هاتفية مع ترامب، أن قواته ستتولى إقامة المنطقة الآمنة على امتداد الحدود التركية السورية ومواقع وحدات حماية الشعب الكردية، التي تدعمها واشنطن.
ورفضت وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل العمود الفقري لتحالف "قوات سوريا الديمقراطية" الذي دعمته الولايات المتحدة في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية، وساعدته على السيطرة على مساحات كبيرة من شمال وشرق سوريا ، المقترَح الأمريكي، خشية هجوم تركيا على مناطق سيطرتهم.
لكن قوات سوريا الديمقراطية، أبدت في وقت سابق الشهر الماضي، استعداداها للمساعدة في إقامة منطقة آمنة ذكرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك "بضمانات دولية ودون تدخل خارجي" في شمال وشرق سوريا، في إشارة لرفضها التدخل التركي ، فيما تريد تركيا أن تكون المنطقة الآمنة خالية من الوحدات الكردية.
وشدد وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي على ضرورة عدم السماح للإرهابيين أو للموالين للنظام السوري، بملئ الفراغ الذي سيحدث جراء خروج القوات الأمريكية من الشمال السوري.
وتطرق تشاووش أوغلو حسب ما ذكرت وكالة "الاناضول التركية" إلى اجتماع المجموعة المصغرة حول سوريا التي تضم أيضًا ألمانيا والأردن والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة.
وأوضح في هذا الخصوص أن “بعض الدول الأعضاء في المجموعة المصغرة، تتعامل من “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي أكثر من واشنطن، ونحن ندرك هذا، ويهدفون لحماية هذا التنظيم، لكن أنقرة تنسق مع واشنطن وموسكو، واستقرار سوريا يهمنا أكثر من الجميع، ونرحب بأي مبادرة إيجابية من أوروبا”.
وقال أوغلو “نعلم أيضاً أن بعض الدول في المجموعة المصغرة تعيق تشكيل لجنة صياغة الدستور وتموّل الجماعات المتطرفة في إدلب من أجل إفشال اتفاقية سوتشي”.
وأصبحت منبج التي انتزعتها قوات تدعمها الولايات المتحدة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2016 نقطة توتر رئيسية بعد قرار ترامب سحب القوات الأمريكية والتي يحول وجودها فعلياً دون مهاجمة تركيا للقوات الكردية.
وعززت القوات الأمريكية الاستقرار في منبج منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هناك عام 2016، وتنظم دوريات مشتركة مع القوات التركية منذ نوفمبر في مسعى لتبديد المخاوف الأمنية لأنقرة.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية على ربع أراضي سوريا تقريباً، وهذه الأراضي يقيم فيها الأكراد حكماً ذاتياً، وتشكل أكبر منطقة تقع خارج سيطرة الحكومة السورية منذ اندلاع الحرب في البلاد عام 2001، وتشمل أراضيها الآن محافظة الرقة التي كانت قاعدة عمليات تنظيم الدولة الإسلامية ومحافظة دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق.