ألمحت إلى إعاقة الحوثيين وصول المساعدات للمحتاجين في مناطق سيطرتهم

الأمم المتحدة: الحوثيون يمنعونا من الوصول إلى مساعدات في مطاحن بالحديدة

نيويورك (ديبريفر)
2019-02-07 | منذ 5 سنة

مساعدات تكفي ملايين اليمنيين، في مطاحن البحر الأحمر، عرضة للتلف والدمار

Click here to read the story in English

كشف مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمنسق الأممي للإغاثة الطارئة، اليوم الخميس، عن أن قوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) ترفض السماح للأمم المتحدة من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر في الحديدة محافظة الحديدة غربي اليمن والتي يوجد بها حبوب تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر.

وقال لوكوك في بيان صحفي، الخميس، إن الحوثيين برروا عدم السماح لفرق الأمم المتحدة بعبور الخطوط الأمامية للقتال إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً للوصول إلى المطاحن، بـ"مخاوف أمنية".

وعبر المسؤول الأممي عن القلق البالغ بشأن عدم قدرة الأمم المتحدة، منذ سبتمبر/أيلول 2018، على الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر شرقي مدينة الحديدة الساحلية التي تشهد أطرافها اشتباكات مسلحة بين طرفي الصراع، الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) الذين يسيطرون على المدينة وموانئها الثلاثة.

وحذر لوكوك من تعرض كميات الحبوب المخزنة في صوامع مطاحن البحر الأحمر منذ أكثر من 4 أشهر، للتلف فيما بات نحو 10 ملايين شخص في أنحاء اليمن على مشارف المجاعة، مؤكداً أن "لا أحدا يكسب من ذلك الوضع، ولكن ملايين الجوعى يعانون".

وأشار إلى أن صومعتان في مطاحن البحر الأحمر تعرضتا الشهر الماضي للقصف بقذائف هاون سقطت في مجمع المطاحن الموجود في منطقة تسيطر عليها قوات موالية للحكومة "الشرعية"، ما أدى إلى تدمير كمية من الحبوب يُرجح أنها تكفي لإطعام مئات الآلاف لمدة شهر.

وشدد منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، على الضرورة الملحة للوصول إلى المطاحن، مع مرور الوقت وزيادة مخاطر تلفها.

وحث لوكوك كل الأطراف، خصوصاً جماعة الحوثيين، على التوصل إلى اتفاق وتيسير الوصول إلى المطاحن خلال الأيام المقبلة، مبيناً أن المناقشات متواصلة مع كل الأطراف بهذا الشأن.

ولفت إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يوسعون نطاق عملهم للوصول إلى 12 مليون شخص بالمساعدات الغذائية الطارئة، بما يزيد بنسبة 50 بالمئة عن أهداف عام 2018.

وزعم المسؤول الأممي أن برنامج الأغذية العالمي وصل في شهر ديسمبر/كانون الأول إلى أكثر من 10 ملايين شخص بما يمثل إنجازا غير مسبوق.

وألمح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمنسق الأممي للإغاثة الطارئة، إلى عوائق يضعها الحوثيون أمام الوصول إلى المحتاجين للمساعدات في مناطق سيطرتهم، وقال: "يمكننا أن ننقذ عدداً هائلاً من الناس، معظمهم في مناطق خاضعة لسيطرة أنصار الله (الحوثيين)، ولكننا بحاجة إلى مساعدة أكبر من السلطات التي تسيطر على تلك المناطق".

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اتهم في 31 ديسمبر الماضي، جماعة الحوثيين، بنهب وسرقة المساعدات الغذائية المخصصة لملايين المحتاجين في اليمن وبيعها في أسواق المحافظات والمدن الخاضعة لسيطرة الجماعة في شمال اليمن.

وكشف برنامج الأغذية العالمي في بيان له حينها، عن أن مساعدات غذائية مخصصة ليمنيين يعانون الجوع الشديد، تُسرق وتباع في بعض المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، فيما اعتبر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، أن "هذا الفعل يصل إلى سرقة الطعام من أفواه الجائعين، في وقت يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يملكون ما يكفي من طعام، ويعد هذا فعلا شائناً، يجب أن يتوقف هذا السلوك الإجرامي على الفور".

ومنذ مطلع نوفمبر 2018 تشهد أطراف مدينة الحديدة الساحلية (220 كيلو متر غرب صنعاء) وما حولها، معارك ضارية بين طرفي الصراع في اليمن، حيث تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي، في أطراف المدينة بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين الذين يسيطرون عليها وموانئها منذ أواخر العام 2014. لكن حدة القتال تراجعت كثيراً عقب اتفاق أبرمه الطرفان منتصف ديسمبر الماضي خلال مشاورات رعتها الأمم المتحدة في السويد، لكن الاتفاق لا يزال متعثراً تنفيذه.

ويعيش اليمن منذ قرابة أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"،  وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet