فيما الولايات المتحدة تتوعد بمواصلة الضغط على طهران

إيران تؤكد مواصلة تعزيز قدراتها الدفاعية الصاروخية وتتهم واشنطن بانتهاك قرار مجلس الأمن

طهران - واشنطن (ديبريفر)
2019-02-09 | منذ 5 سنة

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي

أكد مسئول إيراني ، اليوم السبت ، أن إيران ستواصل جهودها الرامية لتعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية يوماً بعد يوم ، في إشارة واضحة إلى الصواريخ التي تقوم طهران بتطويرها وتثير قلق الغربيين وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية .

 واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن اتهامات واشنطن لطهران بمخالفة قرار مجلس الأمن الدولي الداعم للاتفاق النووي ، هي محاولة أمريكية للتستر على إستراتيجيتها الخاطئة بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

وأوضح قاسمي لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا)، أن الدولة التي انسحبت من الاتفاق هي التي انتهكت قرار مجلس الأمن رقم (2231)، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ، إن بلاده ستواصل زيادة قدراتها الدفاعية والصاروخية  ولن تتمكن الولايات المتحدة من عرقلة تطور إيران .. معتبراً  أن الهدف من الصواريخ التي تمتلكها إيران هو الدفاع.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، في 8 مايو الماضي ، انسحاب بلاده منه من جانب واحد من الاتفاق النووي مع طهران ، لكن باقي الدول الموقعة على الاتفاق ، وهي روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، رفضت الانسحاب وأكدت التزامها به.

 وأعادت واشنطن بموجب هذا الانسحاب فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران في 5 نوفمبر ، تستهدف صادرات إيران النفطية .

ووسعت إيران برنامجها الصاروخي، خاصة صواريخها الباليستية، في تحد لاعتراض الولايات المتحدة وللقلق الذي أبدته دول أوروبية.

ولعدم قدرتها على استيراد الكثير من الأسلحة بسبب العقوبات الدولية وحظر السلاح، طورت إيران صناعة أسلحة محلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع العتاد العسكري، وكثيراً ما تعلن عن تصنيع أسلحة تقول إنه يمكنها مضاهاة المنظومات الغربية المتقدمة.

واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية ، في منتصف ديسمبر الماضي ، إيران بزيادة نشاطها الصاروخي الذي "خرج عن السيطرة.

 واعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن إيران تتحدى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي صدر لدعم الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وقوى عالمية ، بطرق عديدة.

وأضاف بومبيو في مؤتمر صحفي  عقب جلسة لمجلس الأمن حينها ، أن إيران كانت وما زالت تقوم بعدد كبير من الاختبارات ونشر واسع للصواريخ.

وأشار إلى أن الاتفاق النووي مع إيران لم ينجح في إيقاف "هذا النشاط الخبيث"، مضيفاً أن إيران استغلت "النوايا الحسنة للدول وتحدت قرارات مجلس الأمن المتعددة في سعيها للحصول على قوة صاروخية ذاتية الدفع".

وحذر بومبيو  إيران ، من المضي قدماً في تنفيذ ثلاث عمليات لإطلاق صواريخ إلى الفضاء، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي، لأن تلك الصواريخ تستخدم تكنولوجيا الصواريخ البالستية.. موضحاً أن إيران أعلنت خططاً لإطلاق ثلاثة صواريخ خلال الأشهر المقبلة تطلق عليها اسم "مركبات إطلاق فضائية" .

ويدعو قرار مجلس الأمن إيران إلى عدم إجراء أنشطة تتعلق بالصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية ، بما في ذلك عمليات الإطلاق التي تستخدم التكنولوجيا نفسها ، لكن القرار لم يصل إلى حد منعها صراحة من مثل هذه الأنشطة.

وحددت إيران طوعاً مدى صواريخها بألفي كيلومتر، ما يكفي لتصل إلى إسرائيل والقواعد الغربية في الشرق الأوسط ، لكن واشنطن وحلفاءها اتهموا طهران بمواصلة تعزيز قدراتها الصاروخية التي تشكل تهديداً لأوروبا.

وتقول إيران، التي تحظى بدعم روسي في مجلس الأمن،  إن البرنامج الصاروخي دفاعي تماماً ،لكن خبراء غربيين يشتبهون في أنه ربما يكون غطاء لتطوير تكنولوجيا صواريخ حربية.

يذكر أن الاتفاق النووي الدولي الموقع عليه في عام ٢٠١٥ بين الدول الست الكبرى و إيران لم يشمل الحديث عن الصواريخ الباليستية الإيرانية، ورفض المسؤولون الإيرانيون خلال السنة الأخيرة أية محاولة غربية لربط موضوع الصواريخ الباليستية بالاتفاق النووي، مؤكدين أن تطوير الصواريخ الباليستية حق مشروع لإيران لردع أعدائها.

وقامت طهران بالحد من معظم برنامجها النووي بموجب الاتفاق النووي عام 2015 لكنها واصلت تطوير تكنولوجيا صواريخها الباليستية.

واشنطن تتوعد بمواصلة الضغط

وتعهدت الولايات المتحدة ، الخميس ، بمواصلة الضغط “دون هوادة” على إيران لردع برنامجها الصاروخي في أعقاب كشف طهران عن سلاح باليستي جديد.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو في بيان إن “تجاهل إيران الصارخ للأعراف الدولية ينبغي التصدي له.. مؤكداً ضرورة إعادة قيود دولية أكثر صرامة لردع برنامج إيران الصاروخي.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستواصل دون هوادة حشد الدعم في أنحاء العالم لمواجهة أنشطة النظام الإيراني الصاروخية الباليستية المتهورة، وستواصل ممارسة الضغط الكافي على النظام من أجل أن يغير سلوكه المؤذي، ومنها التطبيق الكامل للعقوبات.

وقال وزير الخارجية الأميريكي مايك بومبيو في تغريدة على تويتر ، في ساعة متأخرة الخميس ، إن “عملية إطلاق الصاروخ الأخيرة لإيران تثبت مجدداً أن الاتفاق الإيراني لا يقوم بشيء في وقف برنامج إيران الصاروخي”.

وكشف الحرس الثوري الإيراني عن صاروخ باليستي جديد يبلغ مداه ألف كلم، بحسب وكالة الأنباء التابعة لقوة النخبة في إيران.

 وأعلن الأميرال محمود موسوي مساعد القائد العام للجيش الإيراني لشؤون العمليات  ،  الأربعاء ، إن إيران تعتزم زيادة مدى صواريخها من طراز أرض-بحر عن 300 كيلو متر قريباً .

وقال موسوي، خلال كلمته في لقاء للقوات المسلحة الإيرانية: ” لم يكن لدينا قبل الثورة صواريخ من طراز ساحل – بحر، فيما اليوم نمتلك هذه الصواريخ وبمدى يصل إلى 300 كلم.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن موسوي  قوله إن الجيش يعمل منذ انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988) على الارتقاء بقدراته التي لم تكن توجد قبل الثورة من خلال تصميم وتصنيع الصواريخ الرادعة المختلفة.

وكان وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي قد أعلن ، السبت الماضي ،  عن صاروخ كروز جديد بعيد المدى، وسط تصاعد التحذيرات الأوروبية والأمريكية بفرض عقوبات عليها رداً على برنامجها للصواريخ الباليستية.

وقال حاتمي في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني ، حينها ، أن الصاروخ الجديد يأتي بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الأربعين للثورة الإسلامية أطلق عليه "هويزه" صُمم وصنع على يد خبراء ومتخصصي المنظمة الجوية الفضائية التابعة لوزارة الدفاع .. مشيراً إلى أن مداه يبلغ أكثر من 1350 كيلومترا، ويستخدم ضد الأهداف الأرضية الثابتة.

ويؤكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ، مراراً ، أن طهران ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية يوماً بعد يوم ، معتبراً أن مخاوف الولايات المتحدة يدل على أنها الأسلحة الأكثر فاعلية .

وتثير البرامج الباليستية الإيرانية قلق الغربيين الذين يتهمون إيران بأنها تريد زيادة مدى صواريخها وزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط وإسرائيل.

ودعا الاتحاد الأوروبي ، يوم الاثنين ، إيران إلى الوقف الفوري لتطوير قدرات إطلاق الصواريخ البالستية إلى الفضاء ، والتي يمكن أن تحمل رؤوساً نووية، وذلك بعد أن  أعلنت  طهران عزمها إطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء في الأسابيع القادمة .

وأعرب الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك ، عن قلقه الشديد من إطلاق إيران صواريخ باليسيتة ومن الاختبارات التي تجريها على تلك الصواريخ ..  داعياً طهران إلى الأحجام عن تلك الأنشطة التي زادت من الارتياب وزعزعة الاستقرار في المنطقة وتزيد من انعدام الثقة.

وأكدت دول  الاتحاد الأوروبي ، أن إيران تواصل  جهودها الرامية لزيادة مدى ودقة صواريخها إلى جانب زيادة عدد الاختبارات وعمليات الإطلاق، التي تجري على أراضي العديد من الدول الأعضاء في التكتل.

وذكر البيان ، بأن دول الاتحاد الأوروبي قررت إدراج أشخاص وكيان إيراني على قائمته للعقوبات على خلفية تهديد أمن دول أوروبية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet