Click here to read the story in English
قالت مجموعة الأزمات الدولية يوم الأحد إن السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات لم تعد تعرف كيف تضع حداً لهذه الحرب، داعية الولايات المتحدة إلى مساعدتها على ذلك.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي ، صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.
وأوضحت المجموعة الدولية المستقلة في تقرير لها أنه ينبغي على الولايات المتحدة تعيين مبعوث للأزمة في اليمن، وتعليق كل صادرات الأسلحة إلى السعودية إلى حين وقف المملكة تدخلها العسكري الذي دخل عامه الخامس ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن.
وأضافت المجموعة أنه يجب على التحالف العسكري الذي تقوده السعودية أن "يتوقّف عن التفكير في كيفية تحقيق انتصار ما على الورق وأن يلتزم بدلاً عن ذلك التزاماً تاماً بالبحث عن مخرج سياسي، حتى لو كان ذلك يعني إعطاء الحوثيين على المدى القصير وزناً أكبر مما يرغب به".
وشدد التقرير على أنه "ينبغي على الولايات المتحدة أن تقود الطريق من خلال إيجاد مخرج خاص بها".
وقال رئيس مجموعة الأزمات الدولية روبرت مالي، إن السعوديين "يرون أنهم بحاجة إلى وضع حد للحرب (لكنهم) لا يعرفون كيف يفعلون ذلك".
وأضاف مايزال السعوديون يعتقدون أنهم إذا مارسوا ضغطاً عسكرياً أكبر قليلاً فإن الحوثيين سينهارون وبعد ذلك سيكونون قادرين على إنهاء الحرب وهزيمة إيران.
وتابع "لكن لدينا أربع سنوات من الأدلّة لدحض ذلك".
وأشار التقرير إلى أن التصدي لنفوذ إيران التي تدعم الحوثيين أحد الأسباب التي دعت ترامب لدعم الرياض في حرب اليمن، لكن ترامب أخطأ في الحساب بهذا الشأن.
ووفقاً للتقرير فإن إيران تستفيد في الواقع من استمرار الحرب في اليمن لأنها تستنزف موارد السعودية وسمعتها بينما لا تخسر هي سوى القليل.
وجاء هذا التقرير بعد أيام من موافقة الكونغرس على مشروع قرار يُنهي الدعم العسكري الأمريكي للسعودية في حرب اليمن، وارتفاع عدد المشرعين الأمريكيين القلقين من سقوط أعداد متزايدة من الضحايا المدنيين وتداعيات هذه الحرب على السكان الذين تتهددهم المجاعة.
وكان الرئيس الأمريكي هدد باستخدام الفيتو الرئاسي لوأد مشروع القرار، لكنه لم يقدم على هذه الخطوة حتى الآن.
وتعليقاً على تقرير الأزمات الدولية قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي وهو أحد أبرز منتقدي حرب اليمن : "حتى وإن استخدم ترامب الفيتو الرئاسي ضد مشروع القرار، سيواصل الكونغرس ممارسة دور الشرطي السيء في الضغط على المملكة لتغيير سلوكها في اليمن."
وأضاف "هذه ليست مسألة تتعلّق بما إذا كان التحالف سيهزم الحوثيين أم لا، لقد تمت الإجابة عن هذا السؤال".
ورأى مورفي أنه "سيكون للحوثيين دور كبير ومهم في الحكم المستقبلي لليمن، لذلك فإن المسألة تتعلق بتقرير كيف سيعيش السعوديون مع هذا الأمر بطريقة لا تهدد مصالحهم الأمنية على المدى الطويل" حسب تعبيره.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في اليمن هي "الأسوأ في العالم"، وأن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.