اعتبرته ضحية لإعدام متعمد مدبر وخارج نطاق القانون

محققة دولية: أدلة موثوقة ترجح مسؤولية ولي العهد السعودي في قتل خاشقجي

جنيف - ديبريفر
2019-06-19 | منذ 5 سنة

التقرير دعا الى التحقيق مع ولي العهد السعودي


كشفت محققة دولية وخبيرة في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، يوم الأربعاء، عن توصل إلى أدلة تشير إلى مسؤولية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين سعوديين كبار آخرين في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية مطلع أكتوبر الماضي، وأثار مقتله ردود فعل عالمية غاضبة.

وقالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحالات الإعدام التعسفي خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامارد، التي ترأس فريق التحقيق الدولي في مقتل خاشقجي والتابع للأمم المتحدة، في تقريرها لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي نُشر اليوم الأربعاء في جنيف أن جمال خاشقجي وقع ضحية لإعدام متعمد مدبر وقتل خارج نطاق القانون تتحمل المسؤولية عنه الدولة السعودية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان“.

وأكدت كالامارد في تقريرها المؤلف من 100 صفحة و الذي استند إلى تحقيق دام ستة أشهر أن هناك أدلة موثوق بها تبرر إجراء المزيد من التحقيق بشأن المسؤولية الشخصية لمسؤولين سعوديين رفيعي المستوى ومن بينهم ولي العهد“.

وطالبت كالامارد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق دولي قائلة ”وبالفعل أظهر هذا التحقيق بشأن حقوق الإنسان أن هناك أدلة كافية موثوق بها تتعلق بمسؤولية ولي العهد مما يستلزم إجراء المزيد من تحقيق دولي جنائي للمتابعة بدون تدخل أي دولة” كما دعت إلى توسيع نطاق العقوبات لتشمل ولي العهد وثروته الشخصية إلى أن يتمكن من إثبات عدم تحمله أي مسؤولية.

وأثارت جريمة قتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، غضباً عالمياً ومطالبات مستمرة بالكشف عن مكان الجثة، ومن أمر بقتله كما أثارت تساؤلات بشأن الدور المحتمل لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية والذي يسيطر بحزم على أجهزة الأمن بالمملكة.

وبعدما قدمت تفسيرات متضاربة، أعلنت الرياض أخيراً أنه تم تقطيع جثة خاشقجي، إثر فشل "مفاوضات لإقناعه" بالعودة إلى المملكة.

وغيّرت السعودية مراراً روايتها الرسمية لجريمة قتل خاشقجي، فبعد أن أكّدت في بادئ الأمر أن خاشقجي غادر القنصلية حيّاً، اعترفت تحت الضغوط، أواخر أكتوبر الماضي، بأنّ الصحفي السعودي قُتل في عملية نفّذها "عناصر خارج إطار صلاحياتهم" ولم تكُن السلطات على علم بها.

وخلص تقييم للمخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.أيه) وبعض الدول الغربية، إلى أن ولي العهد السعودي أمر على الأرجح بقتل خاشقجي، فيما تنفي الرياض أي علاقة لولي العهد بالجريمة.

وأضافت محققة دولية وخبيرة في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في تقريرها الذي يستند إلى أجهزة استخباراتية من تركيا وغيرها، أن خاشقجي وبعد دخوله إلى مبنى القنصلية مطلع أكتوبر الماضي حٌقن بمادة مهدئة ووضع كيس بلاستيكي على رأسه وخُنق.

واتهمت المحققة التي أجرت التحقيق دون تكليف رسمي من الأمم المتحدة، السعودية المسؤولية عن “القتل المتعمد” لخاشقجي فيما لم يثبت التقرير صراحة مسؤولية ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان عن الحادث.

وكانت كالامارد زارت في وقت سابق تركيا مع فريق من المحققين والخبراء القانونيين، كما أكدت استلامها أدلة من السلطات التركية.

وفي اول رد فعل أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو دعم تركيا “بقوة” التقرير الذي أصدرته الأربعاء مقررة للأمم المتحدة حول قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.

وقال الوزير أوغلو في تغريدة على تويتر “أدعم بقوة توصيات المقررة أنييس كالامارد لتوضيح ملابسات قتل خاشقجي ومحاسبة المسؤولين عنه”.

في 24 يناير الماضي أعلنت الأمم المتحدة ، اعتزامها البدء بإجراء تحقيق دولي مستقل في جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي .

وقالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامارد حينها، إنها ستذهب إلى تركيا لرئاسة تحقيق دولي مستقل في مقتل خاشقجي.

وأكدت أنها ستعمل على تقيم خطوات الحكومات رداً على مقتل خاشقجي ودرجة مسؤولية الدول والأفراد عن الجريمة.

وذكرت كالامارد، بأنها ستنقل نتائج تحقيقها في مقتل خاشقجي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يونيو الجاري.

وشوهد خاشقجي، الذي كان ينتقد ولي العهد السعودي وكان يكتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست، لآخر مرة عند القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر حيث كان سيتسلم وثائق قبل زواجه من تركية.

وقال النائب العام السعودي إن جثته قطعت ونُقلت من المبنى. ولم يتم العثور على رفاته.

واتهم النائب العام السعودي 11 شخصاً، في قضية مقتل خاشقجي وقد يواجه خمسة منهم عقوبة الإعدام بتهم إعطاء الأمر بارتكاب الجريمة وتنفيذها.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet