ردود فعل حلفاء أميركا في الشرق الأوسط مع التوترات المتصاعدة مع إيران

مجلة تايم - ترجمة ديبريفر
2019-06-20 | منذ 4 سنة

استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان

Click here to read the story in English

امتنع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عن تأييدهم الكامل لادعاء وزير الخارجية مايك بومبيو بأن استهداف إيران ناقلتي نفط في خليج عمان "لا لبس فيه.

وعلى الرغم من مقطع فيديو جاذب يهدف إلى إظهار أفراد من الجيش الإيراني يقومون بإزالة لغم غير منفجر من جانب إحدى السفينتين اللتان تمت مهاجمتهما، لا يزال الحلفاء في المنطقة وفي أماكن أخرى غير مقتنعين بادعاءات الولايات المتحدة بالذنب الإيراني. وتماما مثل الولايات المتحدة، ألقت الحكومة البريطانية باللوم على إيران في الهجوم ، في حين نفى مسؤول ياباني كبير الأدلة التي قدمتها أمريكا باعتبارها "تكهنات" ؛ وقد دعت ألمانيا والولايات المتحدة لإجراء تحقيق مستقل.

ولكن في الشرق الأوسط من المحتمل أن يكون تأثير التصعيد أكثر حدة. حيث يبدو أن احتمالات المواجهة العسكرية قد زادت مرة أخرى بعد أن أعلنت إيران، التي تنفي مسؤوليتها عن هجوم الناقلتين ، يوم الاثنين أنها ستتجاوز الحد المسموح به من مخزون اليورانيوم المخصب الذي تم تحديده بموجب الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي. رغم أن مفتشي الأمم المتحدة قرروا أن إيران كانت ملتزمة بشروطها. و رداً على نية إيران المعلنة للانفصال عما وصفه ترامب بأنه "أسوأ صفقة في التاريخ"، أعلن وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان عن الموافقة على إرسال نحو 1000 جندي أمريكي إضافي "لأغراض دفاعية" في الخليج.

وفي مقابلة مع  مجلة "تايم" في نفس اليوم، وصف ترامب الهجمات الإيرانية المزعومة بأنها "بسيطة جدًا" وألقت شكوكاً على حرب الولايات المتحدة لحماية إمدادات النفط الدولية. لكن التوترات لا تزال محتدة. وإليكم كيف يتجاوب حلفاء أميركا في المنطقة معها:

المملكة العربية السعودية:

صرّح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لصحيفة الشرق الأوسط في مقابلة نشرت يوم الأحد أن "التهور الإيراني قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة". وأضاف: "المملكة لا تسعى إلى الحرب في المنطقة، لكننا لن نتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ومصالحنا الحيوية".

حتى في السياق الطويل للعداء بين المملكة العربية السعودية وإيران، كان بن سلمان، أكثر وقاحة في انتقاده للجمهورية الإسلامية. فبصفته وزيراً للدفاع، أطلق على المرشد الأعلى لإيران لقب "هتلر الجديد" وقال إن "أيديولوجية النظام المتطرفة" جعلت الحوار معه مستحيلاً.

في مايو، نشرت صحيفة سعودية يملكها شقيق محمد بن سلمان افتتاحية غير منسوبة لأي كاتب تحث الولايات المتحدة على  توجيه "الهجمات الجراحية" على طهران وحث رئيس تحريرها فيصل جعفر عباس على "ضربهم بشدة". وتلقي الرياض (مثل الولايات المتحدة) باللوم على إيران في تفجير ناقلتي نفط تابعة لها، وهجوم بطائرة بدون طيار على خط أنابيب للنفط نفذته قوات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن.

وانتقدت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين "النهج العسكري، القائم على خلق الأزمات" للزعيم السعودي و "السياسات الخاطئة" التي قالت إنها مسؤولة عن تصاعد التوترات في المنطقة.

الإمارات العربية المتحدة:

اتخذ كبير الدبلوماسيين في الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان موقفا أكثر حذرا من محمد بن سلمان في تصريحاته بشأن إيران. فقد قال يوم الأحد إن هجمات الناقلتين كانت "بدعم من دولة" ، لكنه أضاف أنه في هذه المرحلة "لا يوجد دليل كاف للإشارة إلى بلد معين." وأضاف آل نهيان: " إن التطورات في الخليج الفارسي تتطلب أن يكون هناك "رؤوساً حكيمة في جميع أنحاء المنطقة وأن يعمل العالم على عدم التصعيد.

يمتد ساحل الإمارات العربية المتحدة حوالي 55 ميلاً على طول خليج عمان، الذي يؤدي إلى مضيق هرمز، وهو نقطة بحرية ضيقة تمر عبرها حوالي ثلث حركة نقل النفط المنقولة بحراً في العالم. وكانت إيران قد هددت في السابق بإغلاق المضيق إذا مُنعت من استخدامه.

ويشكل التصعيد العسكري في البحر الأحمر أو مضيق هرمز أو المحيط الهندي تهديداً هائلاً للإمارات العربية المتحدة، وفقاً لإليزابيث ديكنسون، المحللة البارزة في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ومقرها أبوظبي. تقول ديكنسون: "ستجف السياحة ، وسيصبح القطاع الخاص حذراً ، والازدهار والاستقرار الذي مكّن من نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة سيصبح فجأة في خطر". ومع هذا الحجم الهائل من المخاطر، أرى عدم  التصعيد مطلقاً، وفي الواقع هناك حاجة ملحة للعثور على طريق للتراجع على وجه السرعة.

دولة قطر:

كانت علاقات العمل القطرية مع إيران - التي تشترك معها في أكبر حقل للغاز في العالم - أحد الأسباب الرئيسية التي دعت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر لفرض حصار ضد الدولة الصغيرة الغنية بالغاز قبل عامين. وعلى وجه التحديد، كانت الرياض محبطة من الدوحة لأن الأخيرة لم تتماشى مع موقف السعوديين القوي المناهض لإيران.

لكن محاولات عزل قطر دفعتها أكثر إلى القرب من إيران، التي ساعدت - إلى جانب تركيا والصين وباكستان - في مساعدتها على تحمل تضييق الخناق الاقتصادي الذي فرض عليها من قبل جيرانها.

قطر في مأزق، فصادرات الغاز الأساسية تنتقل عبر مضيق هرمز، وتعتمد على دعم إيران الاقتصادي، ومع ذلك فهي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. يقول علي فتح الله نجاد، عالم سياسي وزميل زائر في معهد بروكينجز في الدوحة: "أي نوع من الاشتعال في المنطقة من شأنه أن يضع قطر في موقف صعب للغاية". ويضيف قائلاً، في الوقت الحالي، كانت الرسائل حذرة، ففي الأساس ، تدعو الدوحة جميع الأطراف إلى تسوية النزاعات في المنطقة بطريقة سلمية".

إسرائيل

صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للصحافيين المحليين يوم الاثنين بأن "إسرائيل تقف على الجبهة نفسها مع الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة ومع الدول الأخرى في معارضتها للعدوان الإيراني"، مضيفًا أنه يتعين على العالم معاقبة إيران إذا قامت بتخصيب المزيد من اليورانيوم المسموح به بموجب اتفاق 2015.

لقد بدا نتنياهو متشدداً منذ زمن طويل بشأن إيران. لقد ضغط على الزعماء الأوروبيين من أجل الابتعاد عن الصفقة النووية ، وادعى أن ترامب اعتبر الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية بناءً على طلبه، وأثار قلقاً عندما أصدر تغريدة (تم تعديلها) تفيد بأن اجتماعاً مع قادة إقليميين آخرين في فبراير كان يهدف إلى "تعزيز المصلحة المشتركة للحرب مع إيران". لكنه أكثر حذرا عندما يتعلق الأمر بالعمل العسكري ضد إيران، التي تشارك بالفعل في صراع شبه سري مع إسرائيل في سوريا.

على الرغم من أن نتنياهو عين رئيساً جديداً للأركان العسكرية في يناير، إلا أن مؤسسة الدفاع في إسرائيل كانت تشك منذ فترة طويلة في أن القوة العسكرية يمكنها أن تحل محل التهديد النووي وتؤكد أن الحرب المفتوحة تشكل خطراً غير عادي على الأمن القومي لإسرائيل.

وترى طهران أن حزب الله الذي يتخذ من لبنان مقراً له، والذي يقال إنه يمتلك أكثر من 100 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل، كعدو مؤثر ضد الولايات المتحدة وإنهاء الحرب في سوريا قد يمنح الميليشيات الشيعية قدرة أكبر على مواجهة إسرائيل. يقول الدكتور إيهود عيران، خبير العلاقات الدولية بجامعة حيفا الإسرائيلية: "لا يمكنك الاستجابة مباشرة لأميركا الكبرى، لذا فإنك تستجيب لأميركا الصغيرة بجوارك".

بقلم: جوزيف هينكس


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet