وصف الكاتب السياسي اليمني خالد الآنسي الصراع المستمر في اليمن للعام الخامس على التوالي بأنه حرب استنزاف لقتل اليمنيين وإضعاف البلد وتدمير مقدراته.
وبحسب قناة "الجزيرة" القطرية قال الآنسي إن القرار السياسي في اليمن مرتهن بالتمويل السعودي، لأن الميزانية اليمنية تعتمد على السعودية التي عطلت اليمن عن استخراج موارده.
التحالف السعودي الإماراتي.. هل يحارب مع الشرعية باليمن أم يقوضها؟
واعتبر أن الحل يكمن في تخلص الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، مضيفا أنه لا يمكن الجلوس على طاولة التحاور بوجود ذلك التحالف الذي "يبتز اليمنيين"، حد تعبيره.
ودعا الآنسي المجتمع اليمني إلى مقاومة السعودية والإمارات اللتان تقودان التحالف العربي وجماعة الحوثيين حتى يخرجوا من اليمن.
وجاءت تصريحات الكاتب السياسي المحسوب على حزب الإصلاح (فرع جماعة الإخوان المسلمين) على خلفية الأحداث التي تشهدها عدد من المحافظات الجنوبية، وبالخصوص أرخبيل سقطرى.
واندلعت اشتباكات بين قوات خفر السواحل التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وقوات مدعومة من الإمارات تطلق على نفسها "الحزام الأمني" في ميناء سقطرى.
وسيطرت قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً على بوابة ميناء سقطرى لبضع ساعات، قبل أن تصل تعزيزات لقوات الأمن والجيش وتتمكن من إخراجهم من الميناء.
وقال مصدر رفيع في الحكومة اليمنية "الشرعية" حينها إن السلطة المحلية في سقطرى -المتهمة من الموالين للإمارات بأنها حكم جماعة الإخوان المسلمين- تعوّل على الرفض السعودي للتمدد الإماراتي في سقطرى، غير أن القوات السعودية في الميناء بقيت على الحياد.
وذكر المصدر في تصريح للجزيرة نت وفضل عدم الكشف عن هويته، أن الموقف السعودي كان حازماً أمام التحركات الإماراتية في وقت سابق، قبل أن يتغير منذ أيام، مرجحاً أن هناك تنسيقاً بين الجانبين.
وأردف "كان من المفترض تدخّل القوات السعودية، لكنها التزمت الحياد، في محاولة لتركيع المحافظ ومخالفة أوامره الصريحة، التي أكدت مرارا رفض أي مليشيات أو معسكرات خارج سيطرة الحكومة".
وعزا المصدر تبدّل الموقف السعودي إلى موقف المحافظ الصارم لأي أطماع سعودية أو إماراتية، ويقول "السعوديون يريدون محافظا يلبي أوامرهم مثل محافظ المهرة".
ويتهم مسؤولون حكوميون، بين الحين والآخر، السعودية والإمارات بتقويض أعمال الحكومة في مناطق سيطرتها، ومحاولة الاستيلاء على مدن يمنية، وعدم السماح للرئيس اليمني بالعودة إلى البلاد لإدارة شؤونها.
وكان رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً السابق أحمد عبيد بن دغر، انتقد التحالف العربي، مؤكداً أن هناك مؤامرة تعصف ببلاده وخطيئة كبرى تصنع فيه وأن إعادة الشرعية مجرد تكتيك لتمرير مشروع تقسيم البلاد التي تعيش صراعاً دموياً للعام الخامس على التوالي.
وقال ابن دغر في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مخاطباً التحالف، "كنت أعتقد أننا وأنتم نحمل هدفاً واحداً في الانتصار للشرعية ولليمن، لكن اليوم لم يعد الأمر خافياً على أحد أن أهدافكم في اليمن قد تغيرت وتبدلت".
وأضاف "لم يعد الحوثيون في هذه المواجهة في اليمن سوى تكتيكاً يتم به خلط الأوراق وتمرير مشروع التقسيم، لم تعد مواجهة مخططات إيران للسيطرة والهيمنة على المنطقة عبر السيطرة على أجزاء من اليمن أمراً يهمكم، رغم ارتباطها الوثيق بأمنكم وأمن المنطقة".
وسبق أن اعترف وزير الخارجية المستقيل خالد اليماني مطلع أبريل الماضي بوجود "خلل" بين بلاده والتحالف العربي بقيادة السعودية، قائلاً إن الحكومة "الشرعية" لم تستطع إقامة شراكة حقيقية مع التحالف في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأواخر فبراير دعا نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية أحمد الميسري إلى "تصويب" العلاقة مع التحالف العربي، وقال إن خللا يشوبها.
من جهته أكد رئيس الحكوممة اليمنية "الشرعية" الدكتور معين عبد الملك، أن حكومته تعمل على معالجة بؤر التوترات ومنع حدوث أي تداعيات في عموم المحافظات المحررة.
وقال عبد الملك في تغريدة له على حسابه بموقع " تويتر" الأربعاء الماضي ": نعمل في كل لحظة على معالجة بؤر التوترات ومنع حدوث اي تداعيات مستخدمين في ذلك أدوات الدولة وأساليبها وقنواتها، بعيداً عن توظيف القضايا الوطنية للإثارة والكسب السياسي" معتبراً أن الحفاظ على الأمن ونزع التوترات وتطبيق القانون هي مهمة أجهزة الدولة ومحور عمل الحكومة مع السلطات المحلية في كافة أرجاء البلاد.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014 ، خلّف أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".