Click here to read the story in English
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الحرب في اليمن أصبحت كارثة لا تطاق ولا رابح فيها، معتبرة أن انسحاب الإمارات من اليمن اعتراف ضمني بأن النزاع هناك هدر للأرواح والموارد والمكانة الوطنية.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "اخرجوا من اليمن على خطى الإماراتيين"، أن خفض القوات الإماراتية هناك ينبغي أن يكون مثالاً لكل مشارك فيها، وأنه قد يشكل دافعاً لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب كي تكون جزءا من الحل وليس المشكلة، ولحث السعودية والحكومة اليمنية والحوثيين على أن يحذوا حذوها.
وأشارت إلى أن الانسحاب الإماراتي، رغم عدم تفسيره علانية ربما خوفاً من غضب حلفائها السعوديين، اعتراف ضمني منها بأن النزاع هناك هو هدر للأرواح والموراد والمكانة الوطنية، وأنه جرعة من التعقل، نظراً للاشمئزاز العالمي من هذه الحرب التي أوجدت ما تصفها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقالت نيويورك تايمز إن وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الأمم المتحدة بالحديدة قدم عذراً وسبباً لانسحاب الإماراتيين الذين أرادوا الخروج منذ فترة بحسب دبلوماسيين.
وأفادت نيويورك تايمز أن الاشمئزاز الأمريكي المتضخم من الحرب وفر حافزاً إضافيا للإمارات لتنأى بنفسها عن التدخل الذي تقوده السعودية، وفي الوقت نفسه دفعت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، الإماراتيين إلى إعادة قواتهم إلى الوطن التي ستكون هناك حاجة إليها في حالة تصاعد التوترات.
وأردفت الصحيفة الأمريكية أن الانسحاب يمكن أن يكون الدافع أيضا لإدارة ترامب للبدء في أن تكون جزءا من حل للحرب وليس عنصر تأجيج، مما يشير إلى أن السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين يحذون حذوها.
ورأت الصحيفة أن المحادثات التي استؤنفت الأحد الماضي تقدم إطاراً محتملاً لمفاوضات سلام حقيقية إذا حذا المقاتلون الآخرون حذو الإمارات، وأهمهم السعودية قائدة التحالف الذي كان للإمارات دور قيادي فيه.
ولفتت الصحيفة إلى أن المحادثات التي تمت هذا الأسبوع بين ممثلي الحكومة اليمنية "الشرعية" وجماعة الحوثيين تحت رعاية الأمم المتحدة، بالإضافة إلى جرعة الواقعية التي قدمها الإماراتيون يمكن أن تصبح بسرعة محادثات أوسع بشأن السلام الذي يحتاجه اليمن بشدة.
ومنذ 26 مارس 2015، تقود السعودية والإمارات، تحالفاً عسكرياً يضم عدد من الدول العربية والإسلامية دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في قتالها ضد جماعة الحوثيين (انصار الله) التي سيطرت على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية في سبتمبر 2014.