Click here to read the story in Englaish
كشفت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، اليوم الجمعة، عن صناعتها للجيل الثالث من منظومة صواريخ "بركان" الباليستية، دخلت ساحة المعركة أمام قوات يمنية مدعومة من التحالف العربي العسكري بقيادة السعودية، في خطوة تنذر بمزيد من تصاعد وتيرة الصراع الدائر في البلاد للعام الخامس على التوالي.
وأكد المتحدث العسكري لقوات الحوثيين في اليمن، العميد يحيى سريع، في مؤتمر صحفي الجمعة بالعاصمة صنعاء، نجاح القوة الصاروخية التابعة لجماعته في تنفيذ عمليتين نوعيتين أمس الخميس.
وأوضح أن العملية الأولى مزدوجة نفذها سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية استهدفت معسكراً لما اسماهم "المرتزقة" في محافظة عدن جنوبي البلاد، أدت إلى مصرع وإصابة العشرات من "المرتزقة بينهم قيادات" حد تعبيره، مشيراً إلى أن العملية الثانية هي إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى على هدف عسكري في منطقة الدمام شرقي السعودية، جاءت متزامنة مع عملية عدن.
وأشار سريع إلى أن عملية الهجوم على معسكر في عدن تأتي "ضمن استراتيجية الضربات الاستباقية التي تهدف لإفشال مخططات تحالف العدوان في التصعيد العسكري في مختلف الجبهات".
وقال المتحدث العسكري للحوثيين، إن العملية الناجحة جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق وتعاون من جهات في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً، عاصمة مؤقتة للبلاد.. مثمناً "جهود كافة المتعاونين الذين وضعوا مصلحة اليمن فوق أي مصلحة أخرى" حد وصفه.
وسقط ما لا يقل عن 50 قتيلاً وعشرات الجرحى في هجومين استهدافا صباح أمس الخميس عرضاً عسكرياً ومركز شرطة في محافظة عدن.
وأعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، الخميس، مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة أنها استهدفت بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي قصير المدى، عرضاً عسكرياً لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وقوات الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً في معسكر الجلاء بمديرية البريقة غرب محافظة عدن، قتل فيه 37 عسكرياً بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير اليافعي المكنى بـ"أبو اليمامة"، وفقاً لبيان من وزارة الداخلية في حكومة "الشرعية".
وجاء هجوم الحوثيين بعد دقائق من هجوم قُتل وجُرح فيه 13 جندياً بتفجير سيارة مفخخة استهدف مقر شرطة في مديرية الشيخ عثمان بعدن، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، اليوم الجمعة، مسؤوليته عن هذا الهجوم.
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
الجيل الثالث من "بركان" الباليستي
المتحدث العسكري لقوات جماعة الحوثيين، العميد يحيى سريع، أوضح في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة، أن القوة الصاروخية التابعة لجماعته نجحت في العملية الثانية التي جاءت متزامنة مع عملية عدن، في إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى على هدف عسكري في منطقة الدمام شرق المملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن الصاروخ الجديد هو من نوع "بركان 3" والذي يعتبر الجيل الثالث من منظومة "بركان" الباليستية البعيدة المدى والقادرة على إصابة أهداف على طول وعرض جغرافيا دول "العدوان"، في إشارة إلى الدول الرئيسية المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وقال إن صاروخ "بركان 3" صناعة يمنية ومزود بتكنولوجيا متطورة وقد خضع لعمليات تجريبية ناجحة ولعمليات تطوير تقني لتجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ويعتبر من أهم أسلحة الردع الاستراتيجي.
ولم يكشف سريع عن نوع الصاروخ المستخدم في استهداف القوات الموالية للتحالف في عدن أمس الخميس، واكتفى بالقول إنه "سيتم الإعلان عنه خلال الفترة المقبلة".
ومدينة الدمام عاصمة المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وتُعد مركزاً تجارياً وسكنياً، ومنطقة تحتوي صناعية واقتصادية ضخمة تضم عدد من القطاعات النفطية.
وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف العربي، إيران بدعم جماعة الحوثيين عبر تهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية إليهم والتي يستهدفون بها باستمرار الأراضي السعودية، وهو ما تنفيه طهران والجماعة.
واستهدف الحوثيون مدن ومنشآت حيوية سعودية بالقرب من الحدود مع اليمن كما استهدفت في أوقات سابقة العمق السعودي بما في ذلك العاصمة الرياض بصواريخ باليستية خلال الصراع، لكنهم لجئوا مؤخراً إلى استخدام الطائرات المسيّرة التي استهدفوا بها مدن حدودية.
60 عملية "مسيّرة" في 3 أشهر
وذكر المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين العميد يحيى سريع، اليوم الجمعة، أن سلاح الجو المسير نفذ خلال الثلاثة الأشهر الماضية 60 عملية بمعدل عمليتين كل 72ساعة.. مشيراً إلى أن أبرز تلك العمليات "استهدفت مقرات وقواعد ومنشآت العدو منها 16عملية على مطار أبها و14 عملية على مطار جيزان و11عملية على مطار نجران و9عمليات على قاعدة خميس مشيط".
وأضاف: "عمليات سلاح الجو خلال شهر يوليو بلغت 23عملية منها 18عملية بطائرات قاصف كي تو، استهدفت مطارات وقواعد عسكرية سعودية وحققت أهدافها".
وزعم العميد سريع "أن استهداف قاعدة خميس مشيط جعلها تصاب بالشلل بنسبة تتجاوز 60 بالمئة ما أضطر العدو إلى إخلاء القاعدة من الأسلحة".
ومؤخراً كثفت جماعة الحوثيين (أنصار الله) بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من أربع سنوات، هجمات متواصلة بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية على القوات السعودية واليمنية وعلى أهداف سعودية حيوية، أبرزها مطارات مدن المملكة القريبة من اليمن.
ويقول الحوثيون إن عملياتهم تأتي رداً على "جرائم" التحالف ضد المدنيين والبنية التحتية في اليمن.
ومع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية للحوثيين على الأراضي في السعودية يرى مراقبون ومحللون عسكريون وسياسيون، أن الموازين انقلبت لصالح الحوثيين مع انتقالهم من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم على السعودية، بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب الدامية في هذا البلد الفقير.
كما يشير هؤلاء إلى أن الحوثيين استفادوا من إطالة أمد الحرب في تطوير قدراتهم العسكرية والتصنيع العسكري المحلي والذي وصل إلى حد استخدام الطائرات المسّيرة ضد المنشآت والمصالح الحيوية السعودية، في حين أن السعودية استخدمت كل وسائل القصف الجوي المتطور واستنفدت طاقاتها وقدراتها ولم تحقق إلا النزر اليسير من أهداف تدخلها في اليمن.
وأكدوا أنه نتيجة لذلك أصبحت الكفة في الميزان العسكري راجحة لصالح جماعة الحوثيين التي لم تخسر كثيراً في هذه الحرب بقدر ما حققت الكثير من المكاسب العسكرية والسياسية والدبلوماسية وحتى الإعلامية على الصعيدين المحلي والخارجي.