Click here to read the story in English
قال نائب وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، محمد الحضرمي، يوم الثلاثاء إن ما حدث في مدينة عدن جنوبي البلاد من تمرد مسلح من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات الشهر الماضي، يتطلب وقفة جادة ومراجعة شفافة من أجل تجاوز هذه المعضلة وحل أسبابها وتلافي آثارها.
وأضاف الحضرمي، في كلمة اليمن بالدورة الـ152 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة: أن " تشكيلات عسكرية تابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي قامت في الثامن من أغسطس بتنفيذ تمرد عسكري هو الثاني بعد محاولة التمرد الأولى في يناير 2018".
وأوضح أن تلك التشكيلات العسكرية التي وصفها بأنها "خارجة عن إطار الدولة" قامت بمهاجمة قوات الحكومة "الشرعية" ومعسكراتها ومؤسساتها في عدن.
وتابع الحضرمي أن "المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي بذلت جهوداً كبيرة لاحتواء الأزمة نقدرها كثيراً، إلا أن المتمردين استمروا في تماديهم ووسعوا من تمردهم وهاجموا مؤسسات الدولة في محافظتين أخريين هما أبين وشبوة ".
وذكر المسئول اليمني أن قوات "الشرعية" تمكنت من إلزام تلك التشكيلات العسكرية بالعودة والتراجع، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في الرياض والتابعة للحكومة "الشرعية".
واستطرد "فوجئنا وبكل أسف في 28 من الشهر الماضي بقصف جوي إماراتي على وحداتنا العسكرية المتواجدة عدن، وحقناً للدماء قمنا بسحب تلك الوحدات من العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية، وفي اليوم التالي فوجئنا أيضا باستمرار تلك الهجمات الجوية، الخارجة عن القانون وعن أهداف تحالف دعم الشرعية، على قواتنا المسلحة في محيط عدن وفي محافظة أبين مما أسفر عن قتل وجرح الكثير من صفوف الجيش الوطني".
وقال نائب وزير الخارجية إن "الحكومة الشرعية عبرت عن رفضها التام لاستمرار تسليح ودعم أي تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة وتحت أي مبرر".
وفيما يتعلق بالحوار الذي دعت له السعودية في جدة أفاد الحضرمي أن حكومته ترحب بدعوة الحوار وبيانات السعودية الداعمة للشرعية ولأمن واستقرار ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية، حد تعبيره، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنه من المهم أن يتم الوقوف بكل جدية وشفافية أمام أي انحراف عن أهداف التحالف النبيلة التي ترتكز على استعادة الدولة والحفاظ على وحدة اليمن لا تقسيمها أو تمزيق أراضيها.
وأحكمت قوات الانتقالي الجنوبي في 10 أغسطس المنصرم سيطرتها على كامل مدينة عدن إثر اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.
ويعيش اليمن منذ نحو أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية، ما أنتج أزمة إنسانية صعبة، تصفها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ في العالم".
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، دعا السعودية إلى التدخل لإيقاف "التدخل الإماراتي السافر" الذي يدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح بما في ذلك عبر القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية.
وقصفت طائرات إماراتية في ٢٩ أغسطس الفائت قوات الحكومة اليمنية في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة لإيقاف تقدمها المتسارع الساعي لاستعادة السيطرة على عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعدما سيطرت على المدينة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات .
وأقرت الإمارات باستهدافها لقوات الحكومة اليمنية، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف".
وطالبت الحكومة اليمنية "الشرعية" حينها، دولة الإمارات العربية المتحدة "بإيقاف دعمها المادي وسحب دعمها العسكري المقدم لهذه المجاميع المتمردة على الدولة بشكل كامل وفوري" حد تعبيرها.
كما طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.
ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته إلا بما سينتج عن الحوار الذي دعت له السعودية، بينما رفضت الحكومة اليمنية إجراء أي حوار مع الانفصاليين إلا بعد تنفيذ طلب التحالف بسحب قواتهم من المواقع التي سيطروا عليها في عدن.
اليمن : كارثة تفوق الوصف
وحول الحرب الدامية في البلد الفقير للعام الخامس على التوالي .. اعتبر نائب وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، محمد الحضرمي ، أن "حجم الكارثة التي حلت باليمن والمنطقة نتيجة انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من قبل إيران يفوق كل وصف".
وأشار إلى إن المأساة طالت كل مدينة وقرية ومنزل في اليمن، والحرب التي تسببت بها جماعة الحوثيين فاقمت المشاكل الاقتصادية والإنسانية والأمنية، على حد قوله.
وتابع نائب وزير الخارجية اليمني "بسبب استمرار الانقلاب مازال اليمن يشهد أسوأ كارثة إنسانية في العالم، ومازال الانقلابيون الحوثيون مستمرين في انتهاكاتهم من نهب للمساعدات الاغاثية، وقصف لصوامع الغلال والتوسع في محاصرة المدن والقرى والاعتداء على المدنيين والمناطق السكنية وزراعة الألغام وتفجير منازل المعارضين واستهداف الصحفيين واعتقال وخطف وإخفاء الناشطين السياسيين والحقوقيين، إضافة إلى تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر والإخلال بالأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وقال الحضرمي "إن إيران وأذرعها العسكرية في منطقتنا العربية تشكل تهديداً خطيراً لأمننا القومي، فإيران دولة مارقة لا تحترم القانون الدولي ولا التزاماتها كدولة عضو في الأمم المتحدة ، كما إن إيران ألحقت باليمن والجزيرة العربية ضرراً بالغاً ".
واتهم إيران بإنشاء وتدريب و تسليح وتمويل جماعة الحوثيين التي ترفع شعار الثورة الإيرانية وتنتهج نهجهاً في القمع والتنكيل والتعذيب وحولت بعض المناطق في اليمن إلى منصات لإطلاق الصواريخ لتهديد أمن الجيران والملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وذكر أن التقارير الأممية ما تزال تكشف وتؤكد حجم الدعم الذي تتلقاه جماعة الحوثيين من إيران.
وزعم أن حكومته بذلت مساع كبيرة وجهود حثيثة لغرض الوصول إلى حل سياسي لإنهاء "الانقلاب"، ودعمت وستسمر بدعم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، وكافة الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن واستعادة الدولة وفرض الأمن وترسيخ الاستقرار.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.
وتسبب استمرار الحرب في اليمن في سقوط نحو 11 ألف قتيل من المدنيين وإصابة عشرات الآلاف غالبيتهم نتيجة غارات طيران التحالف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها، بالإضافة إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" بحسب الأمم المتحدة.
وتؤكد الأمم المتحدة الحرب في اليمن أنتجت "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، وأن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمائة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.