Click here to read the story in English
وصف الجنرال هاني نخلة القائم بأعمال رئيس لجنة تنسيق إعادة انتشار القوات بمحافظة الحديدة غربي اليمن، أجواء المفاوضات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين (أنصار الله) في محافظة الحديدة بأنها "إيجابية"، رغم وجود بعض المعوقات الميدانية والسياسية.
ونقلت "العربية. نت" السعودية، نقلاً عن نخلة قوله إن "الأطراف اليمنية تتعاطى بإيجابية مع المحادثات، مع العلم أن كل شيء مُسيّس في الدول كافة" بحسب تعبيره.
ويعيش اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
واتفق طرفا الصراع في اليمن خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة ذلك، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.
لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.
وأضاف الجنرال اللبناني الأصل، أن "عمل اللجنة تقني، وهو ما يُسهّل التفاعل بين أعضائها"، مشيراً إلى اتفاق الطرفين على تفعيل وقف إطلاق النار والتهدئة، ووضع آلية التنفيذ.
وتابع "والأهم أن النيّات بين الطرفين إيجابية، وهناك حماسة واندفاع، وهي أمور مُشجعة وجيّدة".
واختتمت، يوم الاثنين، أعمال الاجتماع السادس للجنة في عرض البحر على متن سفينة أممية في المياه المفتوحة قبالة الحديدة، غربي اليمن، برئاسة الجنرال نخلة، وبحضور ممثلي الحكومة "الشرعية" والحوثيين، بالاتفاق على نشر فرق مراقبة في أربعة مواقع على الخطوط الأمامية بمدينة الحديدة كخطوة أولى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والحد من المعاناة والإصابات بين السكان المدنيين.
وقال بيان اللجنة إنها قامت بتفعيل آلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها في اجتماعها السابق خلال شهر يوليو الماضي.
وأضاف البيان أنه تم إنشاء وتشغيل مركز للعمليات المشتركة يضم ضباط ارتباط وتنسيق من طرفي الصراع بالإضافة إلى ضباط ارتباط وتنسيق من بعثة الأمم المتحدة وسيعمل في مقر البعثة لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة .
وأكد الجنرال هاني نخلة أن "اتفاق ستوكهولم سيبقى قائماً" لكنه تحدّث عن معوقات ميدانية وسياسية وتقنية تؤخّر بعض الجوانب في الاتّفاق.
وشدد على "أن الأهداف الأساسية لاتفاق ستوكهولم في الحديدة تحققت وتبقى بعض الأهداف الميدانية والسياسية يجري العمل على تحقيقها".
ورداً على سؤال حول أبرز المعوقات، أوضح "أن لا معوقات بالتفاهم على المسائل التقنية، لكن المعوقات المرتبطة بالأمور السياسية قد يحصل أحياناً تأخير في تجاوزها".
ولفت القائم بأعمال رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، إلى أن "الاجتماع الفائت للجنة في شهر يوليو الماضي أنجز كل المسائل المتعلّقة بعملها التقني وخططها بانتظار الانتهاء من إنجاز مسائل أخرى لا تدخل في اختصاص وصلاحيات عمل اللجنة".
وأفاد بأن "تنفيذ أعمال اللجنة، سيما تثبيت واستكمال إعادة الانتشار مرتبط بإنجاز ملفات أخرى خارج اختصاص اللجنة"، رافضاً إعطاء مزيد من التفاصيل نظراً لحساسية تلك المسائل.
وأكد المسؤول الأممي "أن اللجنة مصممة على تثبيت الخطوات التي تقوم بها حتى لو كانت بطيئة، وتفضّل ترك الأمور تسير بعيداً عن الإعلام".
ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها منذ أواخر العام 2014، فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي، في أطراف المدينة منذ نوفمبر الماضي بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 ملايين شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.