Click here toread the story in English
حذرت جماعة الحوثيين (أنصار الله) من كوارث صحية وبيئية وشيكة في مناطق سيطرتها بسبب انعدام المشتقات النفطية، مطالبة الأمم المتحدة بالتحرك العاجل لإدخال سفن المشتقات النفطية التي تقول إن التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن يمنع دخولها إلى ميناء الحديدة غربي البلاد.
وقالت وزارتي الصحة والمياه في حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة صنعاء، في بيانين نشرتهما وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء، إن استمرار احتجاز التحالف لسفن المشتقات النفطية في عرض البحر، سيؤدي إلى أوضاع كارثية في قطاعات الصحة والمياه والزراعة.
وأضاف الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة يوسف الحاضري "نحن على أبواب كارثة صحية كبرى، إن منع دخول المشتقات النفطية يعني الحكم بالإعدام على مئات الآلاف من المرضى، فالمستشفيات تعتمد على المشتقات النفطية اعتماداً كلياً في تزويدها بالطاقة لتشغيل الأجهزة الطبية والتشخيصية والعلاجية وتحريك سيارات الإسعاف والطوارئ ونقل الأطباء والمسعفين والعاملين الصحيين".
وعبر عن القلق من توقف غرف العمليات والعنايات المركزة والطوارئ والوسائل التشخيصية والعلاجية والمختبرات والحضانات في كل المستشفيات والمراكز الصحية جراء توقف مصادر تزويدها بالطاقة الكهربائية..
وحملت وزارة الصحة العامة دول التحالف مسؤولية الوفيات التي تسقط يومياً بالمئات جراء الوضع الصحي المتدهور ومنع السفن النفطية من الدخول إلى اليمن، معتبرة أنه "لا يوجد ما يبرر هذا الرفض إلا الرغبة الشيطانية لقيادات دول العدوان لإماتة الإنسان اليمني"، حد تعبير البيان.
وطالبت المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بالعمل من أجل رفع الحصار والسماح للسفن بالوصول إلى ميناء الحديدة خاصة والوضع الصحي لا يحتمل أي اضطرابات جديدة في المشتقات النفطية.
فيما قال وزير المياه والبيئة في حكومة الحوثيين المهندس نبيل الوزير إن احتجاز المشتقات النفطية بما في ذلك وقود التشغيل (الديزل) سيؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية جراء توقف ضخ المياه وتوقف محطات الصرف الصحي خصوصاً مع انتشار الأمراض والأوبئة وفي مقدمتها وباء الكوليرا الذي ما زلت الجهود جارية لمكافحته.
ويوم الخميس الفائت حذرت شركة النفط اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من توقف خدمات كافة القطاعات الحيوية التي توفر الخدمات الأساسية للمواطنين خلال أيام قليلة بسبب عدم توفر المشتقات النفطية الكافية لتغطية احتياجاتها.
وقالت الشركة في مؤتمر صحفي إن آخر سفينة محملة بالديزل وصلت إلى ميناء الحديدة قبل أكثر من خمسين يوماً، وإنها عملت على إدارة الكميات المتبقية من تلك الشحنة عبر برنامج طوارئ لأهم القطاعات الحيوية بما يمكنها من أداء واجباتها والاستمرار في نشاطها لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.
وأضافت أن التحالف يحتجز في عرض البحر قبالة ميناء الحديدة ثماني سفن نفطية تحمل أكثر من 76 ألف طن بنزين و82 ألف طن ديزل بالإضافة إلى سفينة المازوت المخصصة لكهرباء الحديدة وسفينتين تحت التفتيش في جيبوتي تحملان حوالي 60 ألف طن من مادتي البنزين والديزل.
وكانت الشركة أعلنت يوم الأربعاء أنها اضطرت للعودة للعمل وفق برنامج الطوارئ لإدارة الكميات المتبقية في خزاناتها من أجل توفير الحد الأدنى من الاحتياج لأطول فترة ممكنة، مؤكدة أن مخزونها من المواد البترولية وخاصة الديزل أصبح في الوضع الحرج.
وفي 26 سبتمبر الماضي وصلت السفينة ADVENTUROS إلى ميناء الحديدة وعلى متنها 30 ألفاً و 54 طناً من البنزين، لكن جماعة الحوثيين قالت إن الكمية تكفي لخمسة أيام فقط .
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لأزمة مشتقات نفطية منذ أواخر سبتمبر ، ومراراً اتهمت جماعة الحوثيين التحالف العربي والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، باحتجاز السفن النفطية، ومنعها من دخول ميناء الحديدة وهو ما ينفيه الطرفان.
اللجنة الاقتصادية العليا التابعة للحكومة اليمنية "الشرعية" حملت جماعة الحوثيين، مسؤولية عدم وصول السفن بسبب إجبارها لتجار الوقود على مخالفة قرارات الحكومة وضوابط تنظيم تجارة المشتقات النفطية.
ويعيش اليمن منذ أكثر أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية، ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".