Click here to read the story in English
دعا أعضاء في مجلس النواب اليمني (البرلمان)، المملكة العربية السعودية، إلى التدخل لإنقاذ محافظة عدن جنوبي اليمن من الوضع الكارثي في ظل عجز الحكومة المعترف بها دولياً عن إدارة المحافظة.
جاء ذلك في رسالة ممهورة بتوقيع ستة من أعضاء البرلمان اليمني يمثلون محافظة عدن إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأشار البرلمانيون في رسالتهم إلى "ما تعيشه مدينة عدن من أزمة إنسانية طارئة جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي تسببت في تشريد عشرات الأسر من منازلها، وضاعفت من انتشار الأوبئة والحميات الفيروسية القاتلة التي تودي يومياً بحياة العشرات في ظل عجز شبه تام للنظام الصحي في المدينة".
وطالبت الرسالة بـ "لفتة خاصة تنقذ هذه المدينة وأبنائها وسكانها الذين تحصد أرواحهم أنواع الأوبئة القاتلة التي تتوسع في رقعة انتشارها، وجعلت من واقع المدينة واقعاً كارثياً ومأساوياً".
وقال البرلمانيون إن "مما زاد في ارباك الأوضاع وعدم قدرة السلطات المركزية والمحلية على إدارة مصالح الناس في هذه المحافظة والسيطرة على هذه الكوارث مجتمعة هو التخلف عن تنفيذ اتفاق الرياض وعدم عودة مؤسسات الدولة إلى العاصمة المؤقتة عدن".
وانهمرت أمطار غزيرة على عدن أواخر أبريل الماضي وتحولت إلى سيول جارفة تسببت في وفاة 8 أشخاص، بينهم 5 أطفال، وانهيار كامل وجزئي لأكثر من 67 منزلا، بحسب بيان لشرطة المدينة، مادفع الحكومة اليمنية "الشرعية" إلى إعلانها مدينة منكوبة.
والأسبوع الماضي، قالت وزارة الصحة في الحكومة "الشرعية" إن 49 شخصاً توفوا بالحميّات "الأمراض الوبائية" في عدن دون أن تقدم المزيد من التوضيحات حول نوع الوباء وأسباب انتشاره.
وحمَّلت الحكومة اليمنية "الشرعية" المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً مسؤولية الوضع الصحي في عدن، بعد ظهور أوبئة عديدة وإصابات بفيروس كورونا المستجد.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية يوم الجمعة عن وكيل وزارة الصحة عبد الرقيب الحيدري قوله إن " فداحة ما قام به (الانتقالي) من قرارات متهورة تعيق عمل الحكومة، لا سيما في المجال الصحي"
وأضاف أن "الوضع بحاجة إلى تكاتف وتكثيف الجهود"، معتبراً "أن عدن تحتاج استنفاراً لمواجهة الأوبئة خصوصاً بعد ظهور حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وبعض الأوبئة كالضنك، والشيكونغونيا (المكرفس)، والكوليرا والملاريا، جراء الأمطار التي مثَّلت بيئة خصبة لعودة الأوبئة التي يعاني منها الشعب منذ سنوات".
وقال الحيدري إن الحكومة اليمنية تعمل على أن يكون الوضع الصحي بعيداً عن الصراع السياسي، وتدعم السلطات المحلية ومكاتب الصحة في المحافظات والمكاتب الأخرى، في إصلاح الطرقات، وشبكة المياه، وإزالة المياه الراكدة التي تشكل مستنقعات للبعوض الناقل لهذه الأوبئة، وتنظيم حملات الرش".
ويدير المجلس الانتقالي محافظة عدن منذ أغسطس الماضي، عقب قتال شرس مع القوات الحكومية انتهى بطرد الحكومة التي اتهمت الإمارات بتدبير انقلاب عليها، وهو ما تنفيه أبو ظبي.