تقرير.. السعودية تعزز المهرة بآليات عسكرية والمعتصمون يصعدون الاحتجاجات

المهرة - ديبريفر
2018-12-27 | منذ 5 سنة

محافظة المهرة اليمنية


أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، أن قواته سلمت قوات خفر السواحل وحرس الحدود في محافظة المهرة شرقي اليمن، الدفعة الثانية من العربات والآليات والأطقم العسكرية المقدمة من المملكة، في الوقت الذي اعتبر أعضاء لجنة اعتصام أبناء المهرة السلمي ذلك تصعيدا خطيرا، مجددين رفضهم استمرار عملية التجنيد والاستقطاب التي تقوم بها المملكة العربية السعودية خارج إطار القانون اليمني.


ووسط ذلك المشهد الذي اعتبره المعتصمون تصعيدا، يبقى موقف الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس هادي محيرا، مع تزايد المطالب الشعبية لأبناء المهرة برحيل تلك القوات عن محافظتهم التي ظلت لأمد طويل بعيدة عن الحروب والصراعات التي عصفت باليمن، بما فيها الحرب الدائرة حاليا منذ أربع سنوات بين القوات الحكومية التابعة لهادي، والمدعومة من التحالف العربي عسكريا، وجماعة الحوثيين "أنصار الله".

قوات سعودية - ارشيف

احتلال ووصاية..
يرى معارضو التدخل العسكري الإماراتي السعودي في اليمن، إن الوجود السعودي بالمهرة تحول إلى ما يشبه الاحتلال أو الوصاية، فمطار الغيضة تحول إلى ثكنة عسكرية، فضلاً عن إقامة القوات السعودية نقاط تفتيش في المحافظة منذ نهاية العام الماضي، وسيطرتها بسرعة على مفاصل المحافظة.

إقرأ أيضا:


ويرى أبناء المهرة أنهم عاشوا عاماً صعباً وتعيساً مؤلماً وشاقاً تعرضت خلاله المحافظة، للكثير من المضايقات والاتهامات من قبل من يفترض أنهم عون وسند (التحالف السعودي الإماراتي).


يقول المهريون إن التحالف بات يعيث في الأرض فساداً ويتسبب في خلق الفوضى ونشر الفتن، بل وقتل أبناء المهرة.


ويشهد اليمن حرباً دامية منذ ما يقارب الأربع سنوات، بين قوات الرئيس هادي المسنودة بالتحالف العربي، وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وشردت ثلاثة ملايين مواطن داخل البلاد وفر الآلاف خارجها، فضلا عن تسببها بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقاً للأمم المتحدة.

 

السعودية تقول أنها تساعد في التنمية ومكافحة التهريب
دعم وتنمية سعودية..
وكيل أول محافظة المهرة مختار بن عويّض، أكد خلال تسلمه عدد من العربات والآليات العسكرية أمس الأربعاء، رفقة قائد قوات التحالف العربي المشترك العميد علي الشهري، أن هذا الدعم الذي يشمل أيضا مشروع خزانات المياه للمتضررين من إعصار(لبان)، سيساهم في تفعيل دور المؤسسات الأمنية في المحافظة.


فيما أوضح قائد قوات التحالف العربي أن هذه الدفعة من العربات تأتي استكمالاً للمشاريع التي تقدمها المملكة العربية السعودية في تعزيز جوانب الأمن والتنمية.. مشيرا إلى أن الدفعتين الثالثة والرابعة من العربات ستصل المحافظة خلال الأيام القادمة لدعم جهود السلطة المحلية في الحفاظ على الأمن والاستقرار وتنمية المحافظة، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختيها في عدن والرياض.

محمية حوف الطبيعية - المهرة
موقع استراتيجي
وتمتاز المهرة بامتلاكها أطول شريط ساحلي باليمن يقدر بـ560 كلم يطل على بحر العرب، إضافة الى محمية حوف الطبيعية، كما يوجد بالمحافظة منفذين بريين مع سلطنة عُمان هما "صرفيت" و"شحن"، إضافة إلى ميناء نشطون البحري. كما تعد المهرة والواقعة في أقصى شرق البلاد ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث مساحتها بعد حضرموت حيث تبلغ مساحتها "  82405 كيلو متر مربع " وترتبط بحدود شاسعة مع سلطنة عمان من الجهة الشرقية وتحدها من الشمال والغرب محافظة حضرموت وسكانها الذي يقدر عددهم بـ122 ألفا يغلب عليهم الطابع القبلي وأغلبهم يعيش في مناطق الاغتراب “عمان والسعودية”.

سيطرة كاملة للقوات السعودية على سواحل المهرة

مكافحة للتهريب أم مد النفوذ
في أواخر أغسطس الماضي، بدأت السلطات المحلية بمحافظة المهرة، نشر قوات في نقاط على الشريط الساحلي بالتنسيق مع وزارة الداخلية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بهدف مكافحة عمليات التهريب.


وأوضحت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" حينها، أن نشر قوات خفر السواحل بدأ في مديرية سيحوت الساحلية كمقدمة لنشرها على طول الشريط الساحلي، لمنع التهريب وحفظ النظام والقانون.


ونشرت السعودية التي تقود تحالفاً عربياً عسكرياً في اليمن منذ مارس 2015 ، دعماً للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قوات كبيرة في المحافظة أواخر ديسمبر العام الماضي، وعززتها العام الحالي بقوات أخرى أحكمت من خلالها السيطرة على منفذي شحن وصرفيت على الحدود العمانية، مبررة ذلك بحماية الحدود ومنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى جماعة الحوثيين "أنصار الله" عبر السلطنة.


خط نفطي جديد..
في أواخر نوفمبر الفائت، قالت مصادر محلية في محافظة المهرة إن قوات عسكرية سعودية وجماعات مسلحة محلية موالية لها، حاولت اقتحام مناطق بلحاف شرق مدينة الغيضة عاصمة المحافظة.


وأكدت المصادر اعتراض أبناء المحافظة الرافضين للتواجد السعودي، تلك القوات المزودة بالعتاد والسلاح والمساكن المتنقلة أثناء توجهها نحو "الفيدمي" مناطق بلحاف شرق الغيضة.


وتعمل القوات السعودية منذ أشهر على نشر معسكراتها في مناطق ومديريات المهرة تحت مبرر مكافحة التهريب، كما تحاول إنشاء أنبوب نفطي يمتد من أراضيها إلى سواحل المهرة.


وحسب المصادر تريد السعودية توظيف القوات العسكرية لحماية الأنبوب ومشاريعها الاقتصادية غير المتفق عليها مع أبناء المهرة.

احتجاجات سابقة في المهرة ضد التواجد السعودي
موجة احتجاجات..
وتشهد المحافظة منذ أشهر، مظاهرات واعتصامات سلمية رفضاً لانتشار القوات السعودية وسيطرتها على منافذ حدودية ومرافق مهمة، ومنددة باستحداث مسار أنبوب للنفط يفترض أن يمتد من منطقة الخرخير الحدودية في السعودية إلى بحر العرب عبر محافظة المهرة.
وتصاعدت الاحتجاجات لتتطور إلى اعتصام مفتوح للمطالبة بخروج تلك القوات من المحافظة وتسليم منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي إلى القوات المحلية، والحفاظ على السيادة الوطنية.
 ووافق التحالف على تنفيذ مطالب المعتصمين، لكنه سرعان ما نكث الاتفاق لتسود حالة غضب غير مسبوقة في الشارع المهري الذي رأى في نكث التحالف بالاتفاق انتهاكاً للسيادة الوطنية وإضعافاً للحكومة الشرعية التي أكد المعتصمون على دعمها.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet