توجان البخيتي .. طالبة يمنية في مرمى التحريض والتطرف

تقرير (ديبريفر) - عبدالملك الجرموزي
2019-12-17 | منذ 3 سنة

 توجان البخيتي

Click here to read the story in English

تسير توجان البخيتي على خطى أبيها في إثارة الجدل.. غير أن الصبية الحسناء التي تسير بخطوات رشيقة صوب عامها السابع عشر، واجهت محنة ربما لم تتوقعها، تمثلت بفصلها من مدرستها بسبب أراء أطلقتها توجان واعتبرتها إدارة المدرسة مهددة لبقية زميلاتها، وتطاولاً على الدين.

خبر منع توجان البخيتي من مواصلة دراستها الذي أكدته مدارس الجزيرة الخاصة في الأردن، محل إقامة توجان، ببيان استفز شريحة واسعة من الناشطين والإعلاميين والحقوقيين، كثيرين منهم يمنيين، وسارعوا بإعلان تضامنهم الكامل مع الطالبة التي أرفقت قبل بضعة أيام صورة لها وهي ترتدي قبعة التخرج وعلقت عليها قائلة أنها غير مصدقة أنها وصلت إلى الصف الثالث الثانوي.

شاهد أيضاً: الفنانة كندة علوش تحسم الجدل حول عدد أطفالها

قيادي حوثي يكشف حقيقة ما دار في الحديدة من أحداث خلال الـ 10 الأيام الأخيرة

أزمة مشتقات نفطية مفاجئة في صنعاء بعد يوم على وصول سفينتين إلى ميناء الحديدة

كان قرار منع "توجان" من مواصلة دراستها، أمراً مخجلاً، إذ كيف تحاسب فتاة على كونها معجبة بأفكار أبيها، ثم هل يمكن إقناعها أن تلك الأفكار غير صائبة باتخاذ قرار يحرم طالبة من حقها في التعليم؟!.

حالة التعاطف الشديدة التي أبدأها المئات من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، يمنيين وعرب، حاولت وكالة "ديبريفر" الدولية، رصد أبرزها في ثنايا هذا التقرير، ولم يكن بالإمكان رصد جميعها نظراً لكثرتها.. ومن خلال سيل التغريدات التضامنية التي قابلتها "توجان" بكلمات شكر رقيقة، يبدو أن هذه اليمنية التي أظهرت شخصية قوية بصورة لافتة، ستنتصر في معركتها، إن لم تكن قد انتصرت فعلاً.

عائلة في مرمى التطرف

واعتبر الكاتب والصحفي اليمني، محمود ياسين، بيان مدارس الجزيرة تحريضي ضد توجان وضد عائلتها و"يضعهم جميعاً في مرمى التطرف والعنف".

وحذر ياسين من أن "أي أذى سيلحق بهذه الطفلة اليمنية، فأنتم المسؤول الأول وأجهزة الأمن الأردنية ووزارة التعليم سيكونوا شركاء".

وقال ياسين، على صفحته في الفيس بوك، منتصف ليل الاثنين :"لن نناقش مضامين البيان، ولسنا بصدد جدل ومرافعة حول الحقوق والحريات، نحن إزاء بيان تحريضي صريح ويشبه ما سبق من بيانات تحريضية حدثت في العاصمة الأردنية وعواصم عربية أخرى ترتب عليها تصفية الهدف من التحريض"

وأضاف:" سلامة البنت برؤوسكم وأرواحنا ليست لهذا التجريب وادعاء فضيلة متكلفة وزائفة في مهمة غير مسبوقة تبدو أنها ليست بريئة ولا تلقائية".

ووجه ياسين سؤال للمدرسة قائلاً:" لماذا تصدرون بيانا وتشيرون للإساءة للدين وتحملون الصغيرة موقفا إعلاميا كهذا؟".

وتابع :"هذا بيان خطير للغاية، بيان يبدأ بآية ترمون طالبتكم من خلالها بالفسق وتختمون البيان بآية تدعو لنصرة الله، نصرة الله ضد من؟!!!، طالبة تعيد نشر ما يكتبه والدها؟!".

توجان البخيتي

الوصول إلى قاع الحضيض

من جهتها قالت الأمريكية من أصول يمنية، والمختصة في القانون الدولي والعلوم السياسية، رابعة الذيباني: "كيف لإدارة مدرسة ومدير مدرسة ان يحرضوا على طفلة و يوقفوها عن التعليم و يمنعوها من دخول فصلها لمجرد انها شاركت منشورات بصفحتها الشخصية بمواقع التواصل؟!"

مضيفة: "لقد وصلوا الى قاع الحضيض ولن نسكت جميعنا عن هذا.. سوف نكتب و ندد قبل ان نتضامن على الفعل المشين".

توكل تتضامن مع توجان

توكل كرمان أعلنت تضامنه الكامل مع توجان، وأدانت " ما تعرضت له من فصل تعسفي غير اخلاقي وغير قانوني من قبل مدارس الجزيرة في الأردن".

كرمان من على منصة صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي، دعت "الجهات الرسمية الأردنية إلى إلغاء هذا القرار، وتمكينها من الدراسة، باعتبار حرمانها اعتداء على حقوق الطفولة ويتناقض مع اتفاقية حقوق الطفل الموقعة عليها الأردن".

بنت لكل يمني

الناشط السياسي عبدالحكيم العفيري أثنى على شخصية توجان القوية وقدرتها الدفاع عن أفكارها.

وقال العفيري مخاطباً توجان عبر صفحته في الفيس بوك:" قبل كل شيء أنت بنت لكل يمني، ولن يقبل حر أن تضامي، وإذا لم تسعك أرض ففوق رؤوسنا أرضك ووطنك".

وأضاف:" دافعي عن حقك وموقفك بشجاعة وذكار وحذر وعلم واستعانة بكل رأي وفكرة واستشارة صائبة".

بلاغ عاجل

من جهته حمل علي البخيتي والد توجان، إدارة مدارس الجزيرة وكل من "شارك في القضية مسؤولية سلامة توجان".. وقال البخيتي في بلاغه العاجل للجهات الأمنية والقضائية ومنظمات المجتمع المدني في الأردن، إن بيان المدرسة المنشور في صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تعد تحريض واضح ضد طفلة بريئة وأسرتها.

وأضاف:" المدرسة نصبت نفسها كمحكمة تفتيش تحقق وتصدر أحكام وتتهم طفلة بعمر 17 عاماً أن أفكارها مسمومة".

واعتبر البخيتي أن بيان المدرسة " جريمة موصوفة وتحريض وإرهاب مع سبق الإصرار والترصد.

وناشد الجميع بـ"وقفة مسؤولة تجاه هذا البيان الخطير الذي يُذكر بمحاكم التفتيش الأوروبية في القرون الوسطى".. آملاً من "الجهات الأردنية الأمنية والقضائية ومنظمات المجتمع المدني سرعة التحرك بما يمليه عليه ضميرهم".

المدرسة تنفي

وقالت صحيفة "خبرني" الأردنية أنها "خاطبت إدارة مدارس الجزيرة الخاصة، مديرية التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم للاستفسار عن العقوبة التي تنص عليها القوانين في حالة الطالبة اليمنية توجان البخيتي".

ووفقاً للصحيفة، فقد نفى المدير الإداري في مدارس الجزيرة، محمد الهندي، ما "نشرته الطالبة اليمنية عن منعها من دخول الفصل الدراسي، وقال أنه كلام " عار عن الصحة تماماً".

ونقلت الصحيفة عن الهندي قوله، إن "المدرسة تلقت بلاغات من قبل أهالي الطالبات، تفيد بأن الطالبة اليمنية تنشر أفكارا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قد تضر بزميلاتها".

وأوضح الهندي، أنه بالرجوع لصفحة الطالبة، تبين أنها تنشر أفكار والدها المقيم في لندن، والتي تتضمن إساءات واضحة للدين الإسلامي، حسب قوله.

وأشار، إلى أن مديرة المدرسة استدعت الطالبة الأسبوع الماضي، وطلبت منها التوقف عن الكتابة، حتى نهاية العام الدراسي، لكنها رفضت.

واليوم الاثنين، اجتمع الهندي بنفسه بالطالبة مجددا مع خالها، وجدد طلبه بالتوقف عن الكتابة، قائلا لها إنه لا يمكن أن تستمر في الكتابة وهي على مقاعد الدراسة في المدرسة.

ونفى الهندي، اتخاذ قرار بفصل الطالبة، مؤكدا أن الطالبة وخالها طلبا اتخاذ إجراء فوري كالفصل من المدرسة، لكنه أبلغهما بأنه سيتواصل مع مديرية التعليم الخاص لإبلاغه بالعقوبة المقررة في القوانين.

ولفت إلى أن مديرية التعليم الخاص طلبت منه تقريرا مفصلا حول الحادثة.

وكانت الطالبة توجان البخيتي، نشرت منشورا عبر صفحتها على "فيس بوك"، قالت فيه إن المدرسة طلبت منها التوقف عن نشر أفكار والدها، وعندما رفضت منعتها المدرسة من دخول الغرفة الصفية وطلبت منها مغادرة المبنى، وهو ما نفاه المدير الإداري.

بيان المدرسة

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet