العيسي وبتواطؤ الهيئة العامة للطيران يواصل خطوات الاستحواذ على قطاع هام في مطارات اليمن

عدن (ديبريفر)
2020-01-12 | منذ 4 سنة

وصول دفعة جديدة من معدات الخدمات الأرضية إلى مطار عدن الدولي تابعة للعيسي ( الصور حصرية لديبريفر)

كشفت مصدر مطلع لوكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، وصول دفعة جديدة من معدات الخدمات الأرضية إلى مطار عدن الدولي لحساب رجل الأعمال اليمني أحمد صالح العيسي المقرب من رئيس البلاد عبدربه منصور هادي، ضمن خطوات العيسي للاستحواذ على قطاع الخدمات الأرضية في المطارات اليمنية.

وأوضح المصدر الذي طب عدم الكشف عن هويته، أن عدد كبير من المعدات الخاصة بالخدمات الأرضية للمطارات، وصلت اليوم الأحد، مطار عدن الدولي جنوبي اليمن، متهما الهيئة العامة للطيران المدني بالتواطؤ تجاه المخالفات والتجاوزات القانونية التي يرتكبها العيسي بحق الناقل الوطني "طيران اليمنية" في تقديم تلك الخدمات في مختلف مطارات اليمن.

الصور حصرية لديبريفر

وذكر المصدر أن دخول هذه المعدات سبقها وصول مجموعة أخرى إلى مطاري عدن وسيؤون يوليو وسبتمبر من العام الماضي عبر منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، مشيرا إلى أن سبب تأخر وصول الدفعة الثانية من المعدات مرده الأوضاع الأمنية خلال الفترة الماضية في مدينة عدن التي شهدت سيطرة قوات انفصالية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة على المدينة.

الصور حصرية لديبريفر

يأتي ما كشفه مصدر وكالة "ديبريفر" اليوم الأحد، تأكيداً لما نشرته الوكالة سابقا من أن العيسي يسعى للاستحواذ على تقديم الخدمات الأرضية في مطاري عدن وسيئون الدوليين في مخالفة صريحة للقوانين النافذة.

وكشفت مصادر خاصة لوكالة "ديبريفر" في 19 يوليو من العام الماضي، عن وصول بعض معدات الخدمات الأرضية التابعة للعيسي إلى مطار عدن، بما في ذلك معدات خدمات الركاب في الصالات وخدمات الساحة بالمطار ومنها خدمة النقل والأسطول، والأمتعة والخدمات الفنية وغيرها.

ولفتت المصادر إلى أن وصول المعدات يؤكد تواطؤ جهات وشخصيات في الحكومة لإتمام سيطرة العيسي على خدمات المناولة الأرضية لشركات الطيران في مطار عدن.

صور حصرية لديبريفر

وقالت المصادر إن "شراء المعدات ووصولها إلى عدن من الخارج لم يكن ليتم إلا بعد حصول التاجر العيسي على تصريح من الهيئة العامة للطيران المدني، وهذا مخالف للقوانين".

وشدد أحد المصادر على أن تقديم الخدمات الأرضية حق حصري للناقل الوطني ضمن البرتوكول المتفق عليه بين اليمن والسعودية اللتان تملكان شركة الخطوط الجوية اليمنية بنسبة 51 بالمئة لليمن، و49 بالمئة للجانب السعودي.
وأضاف أن هذه الخطوة تمهد لانقضاض التاجر العيسي على الخطوط الجوية اليمنية التي تتعرض لحملة شرسة بهدف محاولة إيقاف تشغيلها لحساب شركات طيران منافسة، وأبرزها طيران "بلقيس" المملوك للعيسي.


ويملك العيسي شركات تجارية عديدة، منها شركة طيران "الملكة بلقيس" التي بدأت تعمل في اليمن بترخيص حكومي رغم أن طائرتها الوحيدة مخالفة للمواصفات المحددة في القانون اليمني إذ أن عمرها الافتراضي مخالف لما حدده القانون.

كما يملك العيسي أكبر أسطول نقل للنفط في اليمن، ويُعد المستورد الوحيد للنفط في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية "الشرعية"، بعد أن أصدر الرئيس هادي وحكومته قراراً قبل نحو عامين، مكن العيسي من الاستحواذ على استيراد النفط.

وفي 29 يوليو الماضي حصلت وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، على نسخة من وثيقة رسمية تؤكد تواطؤ الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية)، في عملية فساد مع رجل الأعمال أحمد العيسي المقرب من الرئيس عبدربه منصور هادي والذي يعمل أيضاً نائباً لمدير مكتب رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية.

صور حصرية لديبريفر

وتثبت الوثيقة مدى تغلغل ما يعتبره مراقبون "لوبي" رجل الأعمال اليمني احمد العيسي في مفاصل الدولة والعمل على إضعاف بعض مؤسساتها الاقتصادية الكبرى بهدف تحقيق مكاسب للعيسي و"اللوبي" التابع له.


ويعتبر كثيرون العيسي الواجهة الأساسية للوبي الفساد المتحكم في رأس السلطة ممثلة بـ"جلال" نجل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائب الرئيس علي محسن الأحمر.

وفي يناير الفائت أشار تقرير خبراء من الأمم المتحدة يراقبون العقوبات ضد اليمن، إلى بعض جوانب الفساد في حكومة هادي ومنها القيام بسرقات ضخمة وتهريب النفط الخام في محافظة مأرب الغنية بالنفط في شمال شرق البلاد، وتحويل الأموال العامة إلى مجموعة العيسي، وهي شركة نقل للوقود، ومالكها أحمد العيسي، إضافة إلى استحداث آلية استيراد أعطت الأفضلية "لدائرة أعمال صغيرة قريبة من كبار المسؤولين الحكوميين" تسهم في حدوث انتهاكات للقانون الإنساني.

وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية سلطت الضوء في منتصف ديسمبر الفائت على دور رجل الأعمال اليمني أحمد صالح العيسي (51 عاماً) في الحياة السياسية والاقتصادية في اليمن هذا البلد الفقير الذي يشهد صراعاً دموياً على السلطة منذ أكثر أربع سنوات بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، ما أدى إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفق تأكيدات الأمم المتحدة.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet