أثارت تصريحات للقيادي في حزب الإصلاح (ذراع الأخوان المسلمين في اليمن)، الداعية الإسلامي المتشدد عبدالله صعتر، استياءً في أوساط سياسيين وناشطين من جنوبي البلاد.
وشن الداعية "صعتر" المثير للجدل، مساء الجمعة، في حديث له على قناة "سهيل" التابعة لحزب الإصلاح، هجوماً لاذعاَ على قوى سياسية في جنوبي اليمن تطالب بانفصاله عن شماله.
إقرأ ايضا
وقال صعتر: "في حالة الحرب، الضرورات تبيح المحظورات، وإذا كان التحالف غير قادر على حماية السلطة الشرعية في منطقة محررة، فمعنى ذلك أن تحرير اليمن لا معنى له"، وذلك في إشارة إلى عدم قدرة الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً من الإقامة في مدينة عدن جنوبي البلاد رغم أنها أعلنت هذه المدينة عاصمة مؤقتة للبلاد.
وأضاف صعتر: "لا سلاح غير سلاح الجيش الوطني، السلاح الشرعي، وكل الميليشيات التي خارج إطار الدولة ووزارتي الدفاع والداخلية، فحكمها حكم الحوثي، هي نفس الانقلابيين"، في إشارة واضحة إلى وحدات محلية مسلحة في جنوبي البلاد أنشأتها وتمولها دولة الإمارات العربية المتحدة، وموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً أيضاً، ولا تخضع لتوجيهات الحكومة اليمنية "الشرعية".
وأشار صعتر إلى أن قوات الحزام الأمني ومكافحة الإرهاب والنخب الشبوانية والحضرمية عبارة عن ميليشيات تسعى إلى إنهاء الوحدة اليمنية.. مؤكداً أن أي قوات عسكرية أو أمنية خارج إطار الأجهزة الشرعية تعتبر ميليشيات حكمها مثل حكم الميليشيات الحوثية، وخائنة للشرف العسكري" حد قوله.
وسبق ان أطلق الداعية المتشدد المنتمي للإصلاح عبد الله صعتر، في سبتمبر العام الماضي ، تصريحات مثيرة، أثارت استنكارا وتنديدا واسعا من كافة الأوساط في الشعب اليمني شماله وجنوبه، حيث أفتى "بجواز قتل 24 مليون يمني مقابل أن يعيش مليون يمني".
إلى ذلك عبر عدد من السياسيين والناشطين في جنوبي اليمن عن استيائهم من ما وصفوها بـ"التصريحات التحريضية" للداعية الأخواني "صعتر"، معتبرين هذه التصريحات امتداداً لـ"مسلسل تكفيري".
وقال السياسي الجنوبي أحمد عمر بن فريد في تغريدة له على حسابه في موقع تويتر "فتوى دينية جديدة يصدرها صعتر ضد شعب الجنوب، الضرورات تبيح المحظورات، بمعنى أن مواجهة شعب الجنوب واستخدام العنف ضدهم ضرورة لابد منها".
فتوى دينية جديدة يصدرها صعتر ضد شعب الجنوب " الضرورات تبيح المحضورات " .. بمعنى أن مواجهة شعب الجنوب واستخدام العنف ضدهم ضرورة لابد منها...
— أحمد عمر بن فريد (@AhmedBinFareed1) ١٢ أكتوبر ٢٠١٨
قاتلكم الله يارموز الفتنة والابتزاز الديني الرخيص..
لغة ابتزاز ضد الجنوب يهدد بها التحالف العربي مفادها اما نحن واما الحوثي مصيركم ! pic.twitter.com/SnQhRK5Tj4
وأضاف بن فريد: "قاتلكم الله يا رموز الفتنة والابتزاز الديني الرخيص، لغة ابتزاز ضد الجنوب يهدد بها التحالف العربي مفادها إما نحن وإما الحوثي مصيركم".
فيما رأى نشطاء وسياسيين ان تصريحات صعتر وتحريضه للشرعية والتحالف، للقتال في الجنوب، يوحي بأنه لا قيمة لتحرير صنعاء، والجنوبيون مسيطرين على مناطقهم، وهو ما يؤكد صحة الاتهامات الموجهة للقوات الموالية لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح، التي فشلت في تحقيق شيء لها وللتحالف في جبهات القتل شمالي البلاد ضد الحوثيين.
وتسيطر على معظم مدن ومناطق جنوب اليمن، قوات محلية مدعومة من الإمارات العربية المتحدة وتناصب جماعة "الأخوان المسلمين" وجماعات إسلامية أخرى العداء.
والإمارات عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية، وينفذ منذ مارس 2015 عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي بهدف إعادته للحكم في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.
وأنشأت الإمارات عدة وحدات وتشكيلات عسكرية وأمنية في المحافظات الجنوبية ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود في إطار إستراتيجية لمواجهة الحوثيين من جهة، وكذا محاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات وحاول توسيع سيطرته في المنطقة قبل طرده منها، حد زعم الإمارات.
والمجلس الانتقالي الجنوبي، كيان مدعوم من الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً. وتم إنشاءه في مايو العام الماضي، وتنضوي تحت مظلته قوى من جنوبي اليمن تطالب بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة في جنوبي البلاد التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن.
ويُنصِّبُ المجلس الانتقالي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن المجلس يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.
ويشهد اليمن حرباً دامية منذ زهاء ثلاث سنوات ونصف، بين قوات الرئيس هادي المسنودة بطيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وشردت ثلاثة ملايين مواطن داخل البلاد وفر الآلاف خارجها، فضلا عن تسببها بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفق الأمم المتحدة.